السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية

Akram al-Omari d. Unknown
127

السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية

السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية

Maison d'édition

مكتبة العلوم والحكم

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Lieu d'édition

المدينة المنورة

Genres

لقد انتشر الإسلام في المرحلة المكية في سائر فروع قريش بصورة متوازنة، دون أن يكون لإحدى عشائرها ثقل كبير في الدعوة الجديدة، وهذه الظاهرة مخالفة لطبيعة الحياة القبلية آنذاك. وهي إذا أفقدت الإسلام الاستفادة الكاملة من التكوين القبلي والعصبية القبلية لحماية الدعوة الجديدة ونشرها، فإنها بنفس الوقت لم تؤلب عليه العشائر الأخرى بحجة أن الدعوة تحقق مصالح العشيرة التي انتمت إليها وتعلي من قدرها على حساب العشائر الأخرى. ولعل هذا الانفتاح المتوازن على الجميع أعان في انتشار الإسلام في العشائر القرشية العديدة دون تحفظات متصلة بالعصبية فأبو بكر الصديق من "تيم" وعثمان بن عفان من "بني أمية" والزبير بن العوام من "بني أسد" ومصعب بن عمير من "بني عبد الدار" وعلي بن أبي طالب "من بني هاشم" وعمر بن الخطاب من "بني عدي" وعبد الرحمن بن عوف من "بني زهرة" وعثمان بن مظعون من "بني جمح" بل إن عددًا من المسلمين في هذه المرحلة لم يكونوا من قريش فعبد الله بن مسعود من هذيل، وعتبة بن غزوان من مازن، وعبد الله بن قيس من الأشعريين، وعمار بن ياسر من عنس من مذجح، وزيد بن حارثة من كلب، والطفيل بن عمرو من دوس، وأبو ذر من غفار، وعمرو بن عبسة من سليم، وعامر بن ربيعة من عنز بن وائل، وصهيب النمري من بني النمر بن قاسط. لقد كان واضحًا منذ الوهلة الأولى أن الإسلام ليس خاصًا بمكة وقريش. المسلمون الأوائل: يدل حديث بدء الوحي على أن خديجة ﵂ كانت أول من عرف خبر النبوة ونزول الوحي، وأنها صدقت الرسول وآزرته وثبتته وخففت عنه. فلا

1 / 133