منهج القرطبي في دفع ما يتوهم تعارضه من الآيات في كتابه الجامع لإحكام القرآن
منهج القرطبي في دفع ما يتوهم تعارضه من الآيات في كتابه الجامع لإحكام القرآن
Genres
(^١) انظر: دفع إيهام الاضطراب (ص ٣١) ونَصّ على أنه ليس في القرآن آية هي الأولى في المصحف ناسخة لآية بعدها إلا في موضعين، أحدهما هذا الموضع، والثاني آية: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ) [الأحزاب: ٥٠] هي الأولى في المصحف، وهي ناسخة لقوله: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ) [الأحزاب: ٥٢] الآية، لأنها وإن تَقَدَّمَتْ في المصحف فهي مُتأخّرة في النُّزول، وهذا على القول بالنَّسْخ. اهـ. وزاد البغوي مثالًا ثالثًا، فقال: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ) [البقرة: ١٤٤] هذه الآية وإن كانت مُتأخِّرة في التلاوة فهي مُتَقَدِّمَة في المعنى، فإنها رأس القِصَّة، وأمْر القِبلة أول ما نُسِخَ من أمُور الشَّرع. اهـ. وقال الزمخشري: قد تكون الآية مُتَقَدِّمة في التلاوة وهي متأخِّرة في التَّنْزيل، كقوله تعالى: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ) [البقرة: ١٤٢]، مع قوله: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ) [البقرة: ١٤٤]. وقد تقدّم هذا النقل عنه. وقال ابن حجر (فتح الباري ٨/ ١٩٤): وقد ظَفِرْتُ بمواضع أخرى. اهـ. فتُنظر عِنده في تفسير الآية.
1 / 62