168

منهج القرطبي في دفع ما يتوهم تعارضه من الآيات في كتابه الجامع لإحكام القرآن

منهج القرطبي في دفع ما يتوهم تعارضه من الآيات في كتابه الجامع لإحكام القرآن

Genres

وقيل: ثُمّ للإخْبَار، أي: ولَقَد خَلَقْنَاكُم، يَعني في ظَهْر آدَم ﷺ ثم صَوَّرْناكُم، أي: في الأرْحَام. قال النحاس: هذا صَحِيح عن ابن عباس. قلت: كُل هَذه الأقْوال مُحْتَمَل، والصَّحِيح مِنها ما يَعْضده التَّنْزِيل، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ) [المؤمنون: ١٢] يَعني آدَم، وقال: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) [النساء: ١]، ثُم قال: (جَعَلْنَاهُ) [المؤمنون: ١٣]، أي جَعَلْنا نَسْلَه وذُرِّيَّتَه (نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ) [المؤمنون: ١٣] الآية، فآدَم خُلِقَ مِنْ طِين، ثم صُوِّرَ وأُكْرِم بالسُّجُود، وذُرّيِتَه صُوِّرُوا في أرْحَام الأُمَّهَات بَعد أن خُلِقُوا فِيها، وفي أصْلاب الآبَاء (^١). مُلخَّص جواب القرطبي: ١ - خَلَقْنَاكُم نُطَفًا، ثم صَوَّرْنَاكُم. ٢ - خَلَقنا آدَم ثم صَوَّرْنَاكُم في ظَهْرِه. ٣ - خَلَقْنا آدَم ﵇، ثم قُلْنا للمَلائكَة اسْجُدُوا لآدَم، ثُمّ صَوَّرْنَاكُم؛ على التَّقْدِيم والتَّأخِير. ٤ - الْخَلْق ذُكِر بلَفْظ الْجَمْع لأن آدَم أبُو البَشَر. ٥ - خَلَقْنَاكُم في ظَهْر آدَم ثُمّ صَوَّرْناكُم حِين أخَذْنا عَليكم الْمِيثَاق، وهَذا قَول مُجاهِد. ٦ - أنَّ الله خلَق آدَم مِنْ سُلالَة مِنْ طِين، وجَعَل نَسْلَه وذُرِّيَتَه مِنْ نُطَف. وهذا مَا رَجَّحَه القُرطبي.

(^١) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (٧/ ١٥١، ١٥٢).

1 / 168