49

Les Agonies du Savoir

عذابات العلم

Maison d'édition

(بدون)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Lieu d'édition

حقوق الطبع للمؤلف

Genres

وصورةٌ أخرى لا تغيب عن مخيلتي أبدًا أذكرها منذ ما يزيد عن ثلاثين عامًا، صورة رجل كبير السن يسير في الطرقات، ينام تحت الأشجار ويأوي في الشتاء لبيت مهجور، أشعث الشعر، يلبس من الثياب الممزق والمرقع والمتسخ، ينظر في وجوه الناس ولا يكلم أحد، يتبعه الصبيان ثم إذا نظر هاب منظرُه كل الصغار. سألت والدي ﵀ من هذا؟ فقال الوالد ﵀: هذا عالم من علماء الأمَّه وأعيانها، أمضى حياته يقرأ ويقرأ وكان خطيبًا ومدرسًا في أكبر المساجد يقول الناس أنه جُنَّ بسبب كثرة علمه ولكثرة ما قرأ. كنت أخاف منه قبل هذا البيان ثم صرت أنظر إليه كثيرًا، أحدِّق في عينه فيرتد إليَّ نظري حاملا أعذب الدموع وأصدقها. وفي وسط عمان كنا نشاهد رجلًا أشعث الشعر حالته رثه يبيت على جنبات الطرقات لكن لا يفارقه ويدخل إلى المكتبات فيعطيه أصحابها كتابًا أو كتابين فيقرأ ويقرأ .........

1 / 55