Révolution de la poésie moderne : De Baudelaire à l'époque contemporaine (Première partie) - Étude
ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة
Genres
السماء! والحب! والحرية! أي حلم ، أيتها المجنونة المسكينة!
ذبت فيه ذوبان الثلج في اللهيب.
رؤاك العميقة هي التي خنقت كلمتك، - واللانهاية الرهيبة أقلقت عينك الزرقاء!
3 - والشاعر يقول إنه رآك في ألق النجوم
باحثة، بالليل، عن الزهور التي قطفتها يداك،
وأنه أبصر أوفيليا الشاحبة طافية على الماء،
مكفنة في غلالتها الطويلة كالزنبقة البيضاء!
أوفيليا هذه لا تمت بصلة لبطلة شيكسبير المعروفة.
إنها تطفو على سطح الماء، فينفتح حولها فضاء رحب غير محدود ، تتألق في سقفه النجوم الذهبية التي يتحدر منها غناء غامض، وتهب الرياح من أعالي الجبال، وينشج البحر كحشرجة ميت، ويطوف فوقها رعب اللانهاية والكون الشاسع المخيف. لقد ارتفعت فصارت شخصية باقية ترمز للصفاء والجمال الحزين المجروح. فها هي ذي ألف سنة تنقضي منذ أن سبحت على النهر، وها هي ذي ترسل أغنيتها الباكية منذ ألف سنة، أغنية الجنون الذي يصيب أصحاب الرؤى العظيمة العميقة ويفقدهم القدرة على الكلام.
هذه النزعة للارتفاع بالقريب الداني إلى أفق رحب بعيد تتخلل أعمال رامبو كلها. وكثيرا ما تتركز العاطفة في جملة واحدة، تصل في بعض الأحيان إلى درجة شديدة من السرعة والحماس: «لقد شددت الحبال من برج إلى برج، وباقات الورد من نافذة لنافذة، والسلاسل الذهبية من نجمة لنجمة، وها أنا ذا أرقص» (ص178). لكنه رقص المتخبطين بغير هدف (أشبه برقصة بودلير بعد أن رأى في المدينة الصاخبة أشباح «العجائز السبعة» وعاد مفزوعا إلى بيته وأغلق الباب وراءه، وراح في حمى الذهول والخوف يستعيد صور البؤساء الممسوخين: «عبثا حاول عقلي أن يمسك المجداف، العاصفة أخذت تهزأ بكل جهوده، ومضت روحي، سفينة بضائع عجوز، ترقص وترقص، بلا شراع، فوق بحر مخيف بلا شطآن!»).
Page inconnue