Révolution de la poésie moderne : De Baudelaire à l'époque contemporaine (Première partie) - Étude
ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة
Genres
ينام؛ ممددا على العشب، تحت خيمة السماء،
شاحبا في فراشه الأخضر، الذي يهطل فوقه الضوء.
ينام وقدماه في الليلك. يبتسم، في هدوء،
كما ابتسم طفل مريض في نومه:
أيتها الطبيعة، دثريه في مهدك الدافئ؛ فهو بردان.
العطور لا تنقل الرعشة إلى أنفه،
ينام في الشمس، ويداه على صدره، في هدوء.
في جانبه الأيمن ثغرتان حمراوان.
فالقصيدة تبدأ من واد صغير يكسوه العشب ويزيد ويفور بالشعاع، لتنتهي فجأة بالموت. ولغتها تتبع نفس المسار، فتبدأ بأبيات هادئة النغم وتنتهي بعبارة موضوعية محايدة - أشبه بالتقرير - نعرف منها أن الجندي النائم ميت. ومع السطور ننحدر في بطء إلى هذه الحقيقة التي تبرز في النهاية فجأة وعلى غير انتظار. ومضمون القصيدة هو الانتقال من النور إلى الظلام. ولكن هذا الانتقال يتم بغير مشاركة وجدانية، بل في هدوء وبرود. إنها لا تتكلم عن الموت، بل تستخدم نفس الكلمة التي لجأت إليها في البيت الأول. هناك «ثغرة من الخضرة» وهنا «ثغرتان في جانبه الأيمن». والميت صورة خالصة في عين الشاعر أو القارئ الذي ينظر إليه. والانفعال الذي يمكن أن يجيش به القلب من رؤية هذا المشهد لا وجود له. لقد حل مكانه أسلوب فني يضع الثقب الذي تحدثه الرصاصة في موضع الموت، موت الإنسان. بهذا يحيل الحركة إلى سكون مفاجئ. أم ترى نستطيع أن نقول إن هذا السكون نفسه يحركنا أكثر من أي شيء سواه؟ أتكون هنا مفارقة من مفارقات الشعر الحديث؟ (8) تفجير الحدود
كثيرا ما تنزع الذات الشاعرة عند رامبو إلى التوغل في آفاق خيالية بعيدة. إن البحث عن «المجهول» يلح عليه ويدفعه إلى التعبير عن «هاوية السماء الزرقاء» التي عبر عنها بودلير من قبل. وتزدحم هذه السماء العالية بالملائكة، ولكنها في نفس الوقت قرار الهزيمة، هوة الفشل، نبع لهيب تتلاقى فيه البحار والحكايات الخرافية، والملائكة نفسها نقط من الضوء الحاد تلمع وتختفي، علامات على البعد والاتساع والعلو والرحابة، لكنها ملائكة بلا إله ولا بشارة. إن المحدود داخل في دائرة رحبة أشمل منه. والقصائد المبكرة تشهد على هذا، ويكفي أن نذكر منها قصيدته الرائعة المشهورة عن أوفيليا (15 مايو 1870م) لنرى منها كيف يرتفع الجزء إلى الكل، ويذوب المحدود في اللامحدود:
Page inconnue