Révolution de la poésie moderne : De Baudelaire à l'époque contemporaine (Première partie) - Étude
ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة
Genres
إذا كان الفيلسوف ينظم كل شيء ويضعه في موضعه، فإن الأديب يفك كل القيود. إن كلماته ليست علامات عامة، بل هي أنغام، رقى سحرية تحرك من حولها مجموعات جميلة. وكما تحتفظ ثياب القديسين بقوى عجيبة، فرب كلمة تباركها ذكرى رائعة، فتصبح بمفردها قصيدة. اللغة لا تجدب أبدا عند الأديب والشاعر، ولكنها تكون شديدة التعميم. كثيرا ما يحتاج إلى كلمات مكرورة بليت لطول الاستعمال. عالمه بسيط كأداته ، ولكنه مع ذلك عامر بالأنغام التي لا تنفد.
الشعر هو الواقع الأصيل المطلق، هذه هي نواة فلسفتي. كلما كان «التعبير» أشعر كان أصدق.
لا نستطيع أن نعرف ماهية الشعر على وجه التحديد. إنه مركب إلى حد هائل ومع ذلك فهو بسيط، جميل، رومانتيكي، منسجم؛ كل هذه تعبيرات جزئية عن الشعر.
الشعر يأمر وينهى بالألم والوخز، باللذة والعذاب، بالخطأ والصدق، بالصحة والمرض. إنه يمزج كل شيء لخدمة هدفه العظيم؛ هدف الأهداف، وهو الارتفاع بالإنسان فوق ذاته.
الساحر شاعر. والنبي بالقياس إلى الساحر، كالرجل الحساس بالنسبة للشاعر.
الشعر بالنسبة للإنسان كالجوقة (الكورس) بالنسبة للمسرحية الإغريقية. هو مسلك النفس الجميلة الموقعة، صوت مصاحب لذاتنا المكونة، مسيرة في بلد الجمال، أثر ناعم يشهد في كل مكان على إصبع الإنسانية، قاعدة حرة، انتصار على الطبيعة الفجة في كل كلمة، تعبير عن فاعلية حرة مستقلة، علو وارتفاع، بناء للنزعة الإنسانية، تنوير، إيقاع، فن.
الشعر تصوير (تعبير) للوجدان، لعالم الباطن بكليته. إن وسيلته، وهي الكلمات، تدل بنفسها على هذا؛ فهي كما نعلم المظهر الخارجي الذي يكشف عن تلك المملكة الباطنة؛ مملكة القوى والطاقات. إنه أشبه تماما بعلاقة فن النحت، بالعالم الخارجي المتشكل، وفن الموسيقى في علاقته بالأنغام. إن التأثير المغرب على عكس طبيعته تماما - من حيث هو مرن (بلاستيكي) - ومع ذلك فثمة شعر موسيقي، يهز الوجدان نفسه ويحركه حركات متنوعة.
يجب أن يكون تصوير الوجدان - كتصوير الطبيعة - مستقلا، عاما بشكل ملحوظ، عاملا على الترابط، خلاقا. لا كما هو عليه، بل كما يمكن أن يكون وكما ينبغي أن يكون.
من الواضح تماما لماذا يصبح كل شيء في النهاية شعرا. ألا يصير العالم في آخر المطاف وجدانا؟
أليس من الواجب ألا يخرج الشعر عن كونه رسما وموسيقي باطنة ... إلخ؟ معدلة بالطبع من خلال طبيعة الوجدان.
Page inconnue