Révolution de l'Islam et le Héros des Prophètes : Abou al-Qasim Muhammad ibn Abdallah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Genres
ولما حضرت مع النساء لتبايع النبي بيعة الإسلام كان مما قال لهن الرسول: «ولا تقتلن أولادكن.» فقالت: «ربيناهم يا محمد صغارا وقتلتهم كبارا!»
ومن بنات أمية أم جميل بنت حرب بن أمية وزوجة أبي لهب، كانت تحمل أغصان العضاة والشوك فتطرحها على طريق النبي
صلى الله عليه وسلم ، وقد أسماها القرآن حمالة الحطب، وفيها وفي زوجها أبي لهب نزلت سورة «المسد».
تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد .
وفيها رد على كلمة أبي لهب لمحمد «تبا لك.»
12
لا شك كانت طقوس العبادة في الكعبة أقدم من النصرانية والعبرانية؛ لأنها كانت عبادة الأوثان، ولا شك في أن تأسيس الكعبة يرجع إلى فترة متغلغلة في ظلام العصور السابقة للتاريخ، ونجد من المؤرخين من يحدد هذه الفترة بألفي سنة قبل النبي
صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من يزيد على ذلك، ولكننا نحسب الفترة ألف عام. وكان الإقبال على الكعبة والطواف بها عاما من سائر الجهات، وبالغا أقصى حد.
ومن المعلوم أن الفرق بين وثنية عباد الكعبة وحجيجها وتعدد آلهتهم، وبين التوحيد الذي جاء به الدين الإسلامي عظيم جدا، ولكن الفكرة الإسلامية تقتضي أن نعلم يقينا أن الوثنية المكية لم تكن إلا طارئا عرضيا بين حنيفية إبراهيم وتوحيد محمد، وأن عبادة أصنام الكعبة كانت أشبه بعبادة العجل التي اتبعها اليهود في وادي التيه بسينا لغيبة موسى؛ فهي فترة جهالة وترد في حضيض الوثنية لم يلبثا أن زالا بعودة موسى بشريعته، وكذلك كان ظهور محمد مخمدا لأنفاس الوثنية التي رفعت رأسها كالأفعى على يد حاويها عمرو بن لحي بعد أن انطمست معالم الحنيفية التي جاء بها إبراهيم وإسماعيل، ولكن متى تعطلت تلك الحنيفية، ومتى ظهرت الوثنية، وتعددت الآلهة، ونصبت الأوثان في أركان الكعبة؟ هذه أسئلة نجيب عليها في مواضعها.
نعم، لقد عني مؤرخو العرب بتاريخ الكعبة من أقدم الأزمنة ودونوا عنها أخبارا كثيرة غير معقولة، كقولهم: «ذكر ما كانت الكعبة الشريفة عليه فوق الماء قبل أن يخلق الله السموات والأرض، وما جاء في ذلك.» وأن الكعبة كانت عثاء على الماء قبل أن تخلق السماء والأرض بأربعين عاما، ومنها دحيت الأرض، وفيه تشبيه الكعبة بعرش الله.
Page inconnue