Révolution de l'Islam et le Héros des Prophètes : Abou al-Qasim Muhammad ibn Abdallah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Genres
وما بدا منه فلا أحله
2
إشارة إلى أنها عفيفة ولا يضيرها كشف عورتها في سبيل أداء الفريضة، وإشارة إلى أنها ليست ممن استبحن العلاقة الجنسية في الحرم كإساف ونائلة.
ولكن هذا لم يمنع فتيان مكة من النظر إليها! وجاءت امرأة أخرى تطوف عريانة فرآها رجل فأعجبته فطاف في جنبها لأن يمسها، فأدنى عضده من عضدها فالتزقتا؛ فخرجا هاربين على وجوههما فزعين لما أصابهما من العقوبة! ولكن في أخبار التاريخ ما يدل على أن الطواف مع التعري كان مبالغة في التقديس، وبقي منه أن يطوف الشخص حاسر الرأس حافي القدمين، وما الإحرام إلا نوع من التحلل من الثياب وعود إلى عري آدم وحواء!
وطاف أبو جندب الشاعر الجاهلي بالبيت مكشوف السوأة في غير الحج فعرف الناس أنه يريد شرا؛ وهو الانتقام من أعداء له.
وابتدعت الحمس في الحج من باب التزهد والتأله أشياء كثيرة كالتي يمتنع عنها بنو إسرائيل في بعض مواسمهم وأعيادهم.
ومن امتيازهم الوقوف بقزح، فلما حج النبي حجة الإسلام ظنت قريش أنه سيقف بالمشعر الحرام - وهو قزح - كعادتهم ولا يتجاوزه، ولكنه تجاوزه إلى عرفات، فتنازل النبي عما كان امتيازا وحقا لقومه وسوى بينهم وبين غيرهم
ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ، وما زال حق الحمس يتطور حتى صار دينا. قال الأزرقي (ج1، ص115): «كانت العرب على دينين : حلة وحمس؛ فالحمس قريش وكل من ولدت من العرب وكنانة وخزاعة ... إلخ. وكانت قريش إذا زوجوا عربيا امرأة منهم اشترطوا عليه أن كل من ولدت له فهو أحمسي على دينهم.»
ولكن الأزرقي مبالغ في قوله الحمس دين جديد؛ لأن الحمس قالوا: «لا تعظموا شيئا من الحل، ولا تجاوزوا الحرم في الحج فلا يهاب الناس حرمكم ويرون ما تعظمون به من الحل كالحرام.» فقصروا عن مناسك الحج والموقف من عرفة.
الكتاب الثاني
Page inconnue