La culture islamique en Inde
الثقافة الإسلامية في الهند
Genres
ومن الكتب المستقلة في هذا الفن نزهة الأحداق في علم الاشتقاق للقاضي محمد بن علي الشوكاني، والعلم الخفاق من علم الاشتقاق للسيد صديق حسن بن أولاد حسن الحسيني القنوجي، ومن أحسن الكتب في هذا الفن فقه اللسان بالعربية للمولوي كرامت حسين الكنتوري في ثلاثة مجلدات لعله متفرد في علماء الهند لهذا الصنف.
الفصل الرابع
في ذكر علم اللغة
اللغة من حيث الفن علم يبحث فيه عن مفردات الألفاظ الموضوعة من حيث دلالتها على معانيها بالمطابقة، وموضوعه المفرد الحقيقي، وغايته الاحتراز عن الخطأ في حقائق الموضوعات اللغوية والتمييز بينها وبين المجازات والمنقولات العرفية ومنفعته الإحاطة بهذه المعلومات، وطلاقة العبارة وجزالتها، والتمكن من التفنن في الكلام وإيضاح المعاني بالبيانات الفصيحة والأقوال البليغة. ومقصد علم اللغة مبني على أسلوبين؛ لأن منهم من يذهب من جانب اللفظ إلى جانب المعنى، بأن يسمع لفظا ويطلب معناه، ومنهم من يذهب من جانب المعنى إلى اللفظ، فلكل من الطريقين قد وضعوا كتبا ليصل كل إلى مبتغاه؛ إذ لا ينفعه ما وضع في الباب الآخر، فمن وضع باعتبار الأول فطريقه ترتيب حروف التهجي إما باعتبار أواخرها أبوابا وباعتبار أوائلها فصولا كما اختاره الجوهري في الصحاح ومجد الدين في القاموس، وإما بالعكس؛ أي باعتبار أوائلها أبوابا وباعتبار أواخرها فصولا كما اختاره ابن فارس في المجمل والمطرزي في المغرب، ومن وضع بالاعتبار الثاني فالطريق إليه أن يجمع الأجناس بحسب المعاني، ويجعل لكل جنس بابا كما اختاره الزمخشري في قسم الأسماء من مقدمة الأدب.
ثم إن اختلاف الهمم قد أوجب إحداث طرق شتى؛ فمن واحد أدى رأيه إلى أن يفرد لغات القرآن، ومن آخر إلى أن يفرد غريب الحديث، وآخر إلى أن يفرد لغات الفقه، وأن يفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم وما يجري مجراها، والمقصود هو الإرشاد عند مساس أنواع الحاجات.
ثم لما كانت العرب تضع الشيء على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظا أخرى خاصة بها؛ فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال، واحتاج إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض، ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح، حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحنا وخروجا عن لسان العرب، واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي وأفرده في كتاب له سماه فقه اللغة.
وكذلك تكفل بعض المتأخرين في الألفاظ المشتركة وإن لم يبلغ في ذلك إلى النهاية.
وعلى كل حال كان سابق الحلبة في تأليف كتب اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي، ألف فيها كتاب العين. والكتب المؤلفة في اللغة كثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون على ترتيب حروف الهجاء، وذكر القنوجي في كتابه البلغة في أصول اللغة كل كتاب ألف في هذا الفن إلى زمنه بقدر ما تيسر له، وذكر الأرنيقي في مدينة العلوم كتبا في هذا العلم وأورد لكل كتاب ترجمة مؤلفه وبسط فيها.
أما المختصرات الموجودة في هذا الفن، فكتاب العين للخليل بن أحمد، والمنتخب والمجرد لعلي بن حسن المعروف بكراع النمل، والمنضد في اللغة المجرد، والألفاظ لابن السكيت، والفصيح لثعلب، والسامي في الأسامي للميداني، والدستور ومرقاة الأدب والمغرب، وغير ذلك.
ومن المتوسطات المجمل لابن الفارس، وديوان الأدب للفارابي.
Page inconnue