وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
الطموح يثير الأماني، وقد تثيرها الأشياء التي تذكر المرء رغبته كما قال الشاعر:
ولما نزلنا منزلا طله الندى
أنيقا وبستانا من النور حاليا
أجد لنا طيب المكان وحسنه
منى فتمنينا فكنت الأمانيا
إن الذكر تثير الأماني، والأماني تثير الذكر؛ لأنك إذا ذكرت النعيم الزائل وددت أن تقع على مثله، فتهيئ لنفسك أسباب الطموح والبلوغ إليه. ثم إذا كنت تناجي الأماني كانت تلك المناجاة عاملا في تذكيرك بمثل أمانيك؛ أي بالنعيم الزائل.
إذا عمرت الذكر والأماني نواحي الخاطر كان كأنه معبد مقدس يبعث الإجلال والوقار والخشوع في النفس. أليس الذكر موصولا بالنعيم البائد وهو ميت، وأي نفس لا تخفض من جماحها وخلاعتها عند ذكر الموت؟
إن الإنسان إذا مات أقيم له تمثال يجعله متردد الحضور في الذهن كلما رآه الرائي، وكذلك الحادث إذا مات كان الذكر تمثاله الذي يستجلبه من قبر النسيان.
قال الشاعر شلي:
Page inconnue