Les derniers deux tiers des fruits

Faqih Yusuf d. 836 AH
93

Les derniers deux tiers des fruits

الثلثان الأخيران من الثمرات

Genres

{وجاء بكم من البدو} وجمع بين الخروج من السجن والانتقال من البدوا في أن ذلك إحسان ونعمة، وذلك لما كان أحوال البادية يلحق أهلها قصور، وكانوا أهل ماشية، وفي الحديث عنه : ((من بدا فقد جفا)) أي : من حل البادية، ويروى لجرير:

أرض الفلاحة لو أتاها جرول

أعنى الحطيئة لاغتدى حراثا

ما جئتها من أي : وجه جئتها

إلا حسبت بيوتها أجداثا

وأهل البوادي فيهم الجهل والقسوة.

وفي الحديث عنه -عليه السلام-: ((إن الجفاء والقسوة في الفدادين)) وقد تقدم ما قيل في قوله تعالى: {الأعراب أشد كفرا ونفاقا} وقال تعالى: {من أهل القرى}.

وعن الحسن: ما بعث الله نبيا من البادية، ولا من الجن، ولا من النساء، ففي هذا دليل على حسن النقلة عن البوادي إلى القرى.

قوله تعالى:

{توفني مسلما وألحقني بالصالحين}

اختلف المفسرون هل هذا من يوسف صلى الله عليه تمن للموت أم لا؟

فقيل: ليس ذلك بتمن للموت، بل التمني يعلق بأن يتم إسلامه إلى موته فيموت على الإسلام، كما قال يعقوب لبنيه: {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.

وقيل: بل ذلك كان تمنيا للموت.

وروي :أن ميمون بن مهران بات عند عمر بن عبد العزيز فرآه كثير البكاء والمسألة للموت فقال له: صنع الله على يديك خيرا كثيرا، أحييت سننا، وأمت بدعا، وفي حياتك خير وراحة المسلمين، قال: أفلا أكون العبد الصالح لما أقر الله عينه وجمع له أمره قال: توفني مسلما والحقني بالصالحين.

قال النواوي في الأذكار: يكره أن يتمنى الموت لضر نزل به، لما رواه البخاري ومسلم عنه : ((لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي)).

قال النواوي: وذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم هذا إذا تمنى لضر نزل به، أما لو تمنى الموت خوفا على دينه لم يكره، وقد تقدم ذكر هذا الحكم.

Page 93