الحكم الثاني: أنه إذا فضل بعضهم لبره أو لزيادة فضله أو لشدة فقره أو لكثرة عوله زالت الكراهة، وقد قال تعالى:{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.
قال في الكشاف: وقيل: كان يعقوب مؤثرا له في المحبة والشفقة لصغره، ولما يرى فيه من المخايل، ولما رأى الرؤيا ضاعف له المحبة، وكان يضمه كل ساعة إلى صدره، ولا يصبر عنه.
قوله تعالى:
{اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين}
قيل: كانوا صغارا ولهذا قالوا: نرتع ونلعب، وليس ذلك من شأن البالغين، وقال:{إذ أنتم جاهلون} وهذا مروي عن أبي علي.
وقيل: القائل غيرهم وهو أجنبي سايرهم، وقيل: هو واحد منهم لم يكن مرشحا لنبوة، وقيل: كان ذلك صغيرة في حقهم، فلا يقال عن القتل ليس بكبيرة في حق غيرهم، وقد أخذ من قوله تعالى:{وتكونوا من بعده قوما صالحين} أن التوبة من القتل تصح؛ لأن الله تعالى حكى كلامهم، ولم ينكره.
وعن ابن عباس: التوبة من القتل لا تصح.
قوله تعالى:
{أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون}
بالنون فيهما وكسر العين في نرتع على إضافة ذلك إليهم جميعا وهذه :قراءة ابن كثير.
الثانية: قراءة ابن عامر ,وأبي عمرو,: بالنون فيهما، وإسكان العين.
قيل لابن عامر: كيف تقرأ ونلعب وهم أنبياء؟
قال: لم يكونوا يومئذ أنبياء.
الثالثة: قراءة حمزة ,وعاصم ,والكسائي,: يرتع ويلعب - بالياء فيهما وكسر العين- من يرتعي على إضافة ذلك إلى يوسف.
الرابعة: نرتع ونلعب من أرتع ماشيته وهي شاذة.
الخامسة: نرتع بالنون وجزم العين ويلعب بالياء - أضاف يرتع إليهم، وأضاف يعلب إلى يوسف،- وهذه قراءة يعقوب، ورواية عن أبي عمرو ,والأعرج، وإبراهيم النحعي، وأهل الحجاز.
Page 69