Thalathia Al-Burda
ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Maison d'édition
دار الكتب القطرية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٠
Lieu d'édition
الدوحة
Genres
مهلا هداك الذي اعطاك نافلة ... القران فيها مواعيظ وتفصيل
وبهذا القول يقر كعب بن زهير بأحقية الرسول في نبوته وبمعجزته الدائمة القران الكريم ويؤكد أن الرسول قادر على تنفيذ إهدار دمه، فيتوسل إليه بقوله (مهلا) ثم يقر بوجود الله فيدعو الرسول ﷺ قائلا: (هداك الذي أعطاك نافلة القران) معترفا بأن هذا القران من عند الله ومعجزة من معجزات الرسول ﵊، وهل يستطيع شاعر مهما كانت بلاغته أن يقول في بيت واحد كل هذه المعاني بلا خلل؟ وفي كلمات محدودة ما قاله كعب في القران الكريم؟
أنها نغمة إيمانية مفاجئة أصابت كعبا فبهرته، فتفتحت نفسه للإيمان وللإسلام، وتحول من يأسه وعدم مبالاته بالموت إلى إنسان يطلب العدل في مجلس الرسول ﷺ والأمان بين رعيته من المسلمين. ويمضي بعد ذلك كعب فيصف مجلس الرسول متخذا من القفار والوديان وحيوانات هذه القفار وتلك الوديان صور حسية تشعرنا بالأثر النفسي الذي أصابه وتملكه في مجلس الرسول ﷺ وبمدى الرعب والهلع والفزع الذي شعر به وهو جالس أمام الرسول الكريم ويرى هيبته وعظمته بين أصحابه.
ويختتم كعب بن زهير لاميته المطولة في مدح الرسول ﷺ بثمانية أبيات يمدح فيها الرسول الكريم ويبين أحداث الهجرة ثم حروب المسلمين مع الكفار ويفتتحها بأجمل بيت في القصيدة كلها معنى ومبنى، ألا وهو قوله:
ان الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
وفيه يصف الرسول الكريم بأنه نور وسيف.
وينثني كعب بعد هذا نحو وصف المسلمين في قتالهم مع الكفار بأنهم هم الأعلون قوة وشكيمة وبأسا، فهم دائما في القتال مقبلون على الموت بصدورهم لا يفرون منه لأنه قدرهم وبهذا ينهي كعب بن زهير لاميته الشهيرة في مدح الرسول الكريم ﷺ، ويمنحه الرسول ﷺ العفو فيعيش في ركاب الإسلام والمسلمين مرضيا عنه ذائع الصيت بينهم، مذكورا في تاريخهم، ولعل هذه القصيدة تعتبر من القصائد النموذجية للشعراء المخضرمين، فهي تمت بصلة
1 / 27