Trois hommes et une femme
ثلاثة رجال وامرأة
Genres
ولم يكن يطيق السكوت، ولا كان لسانه يقوى على الدوران، فنهض ومضى إلى الباب في صمت، فلما صارت يده عليه سمعها تقول: إذا أسرعت فقد تدركها، ولست أظنك فاعلا.
فدار وصاح بها: إيه؟ وقد عاد الأمل ينبض.
فقالت، وهي تهز رأسها: كلا. لا أظنك مدركها، عوضي على الله.
فارتد إليها وأقبل عليها يتوسل أن تفصح، ويلثم رأسها وكفيها بطنا وظهرا.
فتنهدت واضطجعت وقالت: إذا كان لا بد أن تعلم، فاستعد لصدمة، كنت أشفق عليك منها لأنك «خرع»، مصنوع من الجبن الحالوم، هذا رأيي فيك كما تعلم، ولكنك ولد طيب، شريف، عفيف، ولقد كنت أطمع أن تكون لي ابنا، فخيبت أملي، الأمر لله، كل حياتي سلسلة آمال خابت، حتى أصبحت لا أبالي شيئا، استوى الخير والشر عندي، والسعادة والشقاء، أظنك تقول إنها عجوز ثرثارة، الحق معك؛ فإنك لا تدري، تراني في نعمة وتسمعني أقول ... أوه ما الفائدة؟! وهل مثلك يمكن أن يفهم شيئا؟!
وأمسكت، فتحامل محمود على نفسه، وألح عليها أن تنتجيه فتبسمت ، وهزت رأسها وأراحت يمناها على كتفه وقالت: الشباب قليل الصبر، إنه لا عمل لي فيما بقي لي من عمر إلا الحديث، وفي الوقت متسع؛ فلنتكلم عن سميرة، فاعلم أنها سافرت إلى الضيعة، وقد استقر عزمها على الزواج من ناظر الزراعة.
فوثب قائما، وجعل يهزها ويصرخ: إيه؟! ماذا تقولين؟! فانتهرته وصاحت به: أمجنون أنت؟ ألا يمكن أن تقعد كخلق الله؟! نعم ناظر الزراعة، وما له؟! إنه على الأقل رجل موثوق بعقله وحزمه، دخال في الأمور.
قال، وأمسك رأسه بيديه: ولكن ناظر الزراعة؟! كيف تقدم على هذا وهي لا تحبه؟!
قالت: تحبه أو لا تحبه، ما قيمة هذا؟! أنا تزوجت أباها ولم أكن رأيته ولا رأيت خياله، ومع ذلك عشت معه سعيدة، إيه!
قال: لست أصدق، مستحيل.
Page inconnue