253

تبسيط العقائد الإسلامية

تبسيط العقائد الإسلامية

Maison d'édition

دار الندوة الجديدة

Édition

الخامسة

Année de publication

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

قال تعالى:
﴿يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، فآمنوا بالله ورسله، ولا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيرًا لكم، إنما الله إله واحد، سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السموات وما في الأرض وكفي بالله وكيلًا. لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا لله ولا الملائكة المقربون، ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعًا﴾ [النساء: ١٧١ - ١٧٢].
واضح من الآيتين أن الله تعالى ارتضى بالنسبة لرسوله عيسى ﵊ حدًا معينًا ونسبة محدودة من التقدير والتعظيم، وهي النسبة التي أخبر الله تعالى أنه أفاضها عليه وأكرمه بها، ولكنه تعالى لم يرتض الزيادة على ذلك والغلو في المسيح، وأنكر على أتباعه أن جعلوه إلهًا أو ابن الله أو ثالث ثلاثة كما جاء ذلك في سورة المائدة، فإن أي رسول أو ملك مقرب ما هو إلا عبد خاضع ذليل لله تعالى، فيجب على المؤمنين ألا يرفعوا أحدًا إلى مرتبة الألوهية وإلا اعتبر ذلك غلوًا مرفوضًا وشركًا مكفرًا.
وفي الصحيح عن ابن عباس في قوله تعالى:
﴿وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًّا ولا سُواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا﴾ [نوح: ٢٣].

1 / 257