L'Ornement des royaumes avec les mérites de l'Imam Malik
تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك
Genres
مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرئاسة والسلطان مذهب أبي حنيفة, فانه لما ولى قضاء القضاة أبو يوسف, كانت القضاة ة من قبله, فكان لا يولي قضاء البلاد من أقصى المشرق إلى أعمال إفريقية إلا أصحابه المتهيئين (1) إلى مذهبه, ومذهب مالك[ بن أنس عندنا ] فإن يحيى بن يحيى كان مكينا عند السلطان,مقبول القول في القضاة, فكان لا يلي قاض في أقطارنا إلا بمشورته واختياره, ولا يشير إلا [ بأصحابه ] على أصحابه , ومن كان على مذهبه, والناس سراع إلى الدنيا والرياسة, فأقبلوا على ما يرجون بلاغ أغراضهم به,....وكذلك جرى الأمر في إفريقية, لما ولي القضاء بها سحنون بن سعيد ثم نشأ الناس على ما انتشر.
قلت: وهذا هو السبب في انتشار ((الموطأ)) ببلاد الغرب من رواية يحيى بن يحيى دون غيره.
مات يحيى بن يحيى في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين .
وأما ابن وهب فذكر الحافظ ابن مغلطاي, أنه والقعنبي عند المحدثين أوثق وأتقن من جميع من روى عن مالك, وتعقبه الحافظ ابن حجر فقال:قد قال غير واحد في ابن وهب أنه كان غير جيد التحمل,فكيف ينقل هذا الرجل أنه أوثق وأتقن أصحاب مالك.
وقال ابن بكير :ابن وهب أفقه من ابن القاسم.
186)- وقال يونس بن عبد الأعلى : عرض علي ابن وهب القضاء فحث نفسه ولزم بيته, فاطلع عليه رشيد بن سعد وهو يتوضأ في صحن داره, فقال له: يا أبا محمد, لم لا تخرج إلى الناس, تقضي بينهم بكتاب الله وسنة رسوله ؟ , فرفع رأسه إليه, وقال: إلى ههنا انتهى عقلك, أما علمت أن العلماء يحشرون مع الأنبياء, وأن القضاة يحشرون مع السلاطين .
وأما سويد بن سعيد, ففيه كلام وضعه البخاري والنسائي, قال الذهبي: كان صاحب حديث وحفظ , لكنه وعمر وعمي, فربما لقن ما ليس بحديثه, وهو صادق في نفسه صحيح الكتاب .
Page 104