[الشورى: 13] أى شق عليهم { إلا على الخشعين } الساكنى الجوارح الحاضرى القلوب، سبيلا إلى الطاعة، فلا تثقل فيهم، وإن ثقلت فأقل من ثقلها على غيرهم لا عتيادهم أمثال ذلك، ورجائهم من الثواب ما يستحقر له مشاقهم حتى إنه صلى الله عليه وسلم قال:
" جعلت قرة عيني في الصلاة، ويقول: أرحنا يا بلال بالصلاة "
، وصح التفريغ لأن كبيرة بمعنى لا تسهل، كما جاء بعد أبى لأنه بمعنى لم يرد، أو هو منقطع، أى لكن الخاشعون لاتكبر عليهم.
[2.46]
{ الذين يظنون } يعلمون، كما استعمل العلم بمعنى الظن فى قوله تعالى: { فإن علمتموهن مؤمنات } { أنهم ملقوا ربهم } ملاقوا حسابه بعد البعث أو ثوابه، وذلك حذف، أو ملاقوه بالحساب أو الثواب، فشبه المعاملة بالحساب أو الثواب بالحضور، تعالى الله عن الحلول والجهات { وأنهم إليه رجعون } للجزاء، أو هذا مطلق رجوع لمطلق الحساب، وملاقاتهم هى على ثواب الصبر والصلاة فلا تكرير، فالظن على ظاهره إذ لا يحزمون بالسعادة.
[2.47]
{ يبني إسراءيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } كرره للتأكيد، والإيذان بكمال غفلتهم، وليتنى عليه قوله { وأني فضلتكم } أى نعمتى، وتفضيلكم، هذا عطف خاص على عام { على العلمين } عالمى زمانكم من الناس، إذ جعلت فيكم النبوة والرسالة، والمعجزات، والكرامات، إذ جعل فكيم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين " كالمن والسلوى وفلق البرح، أما غير الناس من الجمادات والحيوان فلا اعتداد به، وأما الجن فتبع للناس أو يرادون فى العالمين، وأما الملائكة فليسوا فى الآية. لأنها فيمن تمكن فيه النبوءة وما يتبعها، ولو قلنا إن الإنسان المؤمن أفضل من الملائكة، وخرج تعالى زمانهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، فإنهم أفضل الخلق على الإطلاق، والدليل قوله تعالى
كنتم خير أمة
[آل عمران: 110] الآية. وحديث
" أنا سيد ولد آدم "
Page inconnue