269

Taysir Bi Sharh

التيسير بشرح الجامع الصغير

Maison d'édition

مكتبة الإمام الشافعي

Édition

الثالثة

Année de publication

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Lieu d'édition

الرياض

المنتقم تَنْبِيه) قَالَ السهروردي أَجمعُوا على أنّ البشرية لَا تَزُول وَأَن تربع فِي الْهَوَاء لَكِنَّهَا تضعف تَارَة وتقوى أُخْرَى (حم عَن عَليّ) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أَن الله تَعَالَى يحب العطاس) أَي سَببه يَعْنِي الَّذِي لَا ينشأ عَن زكام لِأَنَّهُ الْمَأْمُور فِيهِ بِالْحَمْد والتشميت (وَيكرهُ التثاؤب) بِالْهَمْز وَقيل بِالْوَاو وَهُوَ تنفس ينفتح مَعَه الْفَم بِلَا قصد وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يكون عَن كَثْرَة الْغذَاء المذمومة وَفِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ أَن الله يكره التثاؤب وَيُحب العطاس فِي الصَّلَاة قَالَ ابْن حجر وَهُوَ ضَعِيف وَهَذَا لَا يُنَافِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن قَتَادَة نزع من الشَّيْطَان وَذكر مِنْهَا شدّة العطاس لأنّ هَذَا مقَام إِطْلَاق هُوَ أنّ التثاؤب والعطاس فِي الصَّلَاة من الشَّيْطَان وَعَلِيهِ حمل الأوّل فِي مقَام نسبي وَهُوَ أَنَّهُمَا إِذا وَقعا فِي الصَّلَاة مَعَ كَونهمَا من الشَّيْطَان فالعطاس أحبّ إِلَى الله من التثاؤب والتثاؤب فِيهَا أكره إِلَيْهِ من العطاس فِيهَا وَعَلِيهِ حمل حَدِيث عبد الرَّزَّاق فَهُوَ رَاجع إِلَى تفَاوت رتب الْمَكْرُوه ذكره الْمُؤلف (خَ د ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا فَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ وَوهم الْمُؤلف
(أَن الله تَعَالَى يحب الْمُؤمن المتبذل) التارك للزِّينَة تواضعا (الَّذِي لَا يُبَالِي مَا لبس) أهوَ من الثِّيَاب الفاخرة أَو من دنيء اللبَاس وخشنه لأنّ ذَلِك هُوَ دأب الْأَنْبِيَاء وشأن الْأَوْلِيَاء وَمِنْه أَخذ السهروردي أَن لبس الخلقان والمرقعان أفضل من الثَّوْب الفاخر من الدُّنْيَا الَّتِي حلالها حِسَاب وحرامها عِقَاب (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف ٢
(أَن الله تَعَالَى يحبّ الْمُؤمن المحترف) أَي الْمُتَكَلف فِي طلب المعاش بِنَحْوِ صناعَة أَو زراعة أَو تِجَارَة لِأَن قعُود الرجل فَارغًا أَو شغله بِمَا لَا يعنيه مَذْمُوم وَمن لَا عمل لَهُ لَا أجر لَهُ والإكساب مُدبرَة للقلب وموجبة للأثر فَمن ترك الْأَسْبَاب دَار الْفلك بِنَصِيب غَيره وَلم يحصل لَهُ الْإِمْدَاد لكَونه لم يعْمل شَيْئا قَالَ الرَّاغِب وَغَيره وَقد ذمّ من يَدعِي التصوّف فيتعطل عَن المكاسب وَلَا يكون لَهُ علم يُؤْخَذ عَنهُ وَلَا عمل صَالح فِي الدّين يقْتَدى بِهِ فِيهِ بل يَجْعَل همه غاذية بَطْنه والرقص وَالسَّمَاع فَلَا طائل فِي أفعالهم قَالَ الْجُنَيْد إِذا رَأَيْت الْفَقِير يطْلب السماع فَاعْلَم أَن فِيهِ بَقِيَّة من البطالة وَالله لَا يحب الرجل البطال فَإِن من تبطل وتعطل فقد انْسَلَخَ من الإنسانية بل من الحيوانية (الْحَكِيم طب هَب عَن ابْن عمر) ضَعِيف لضعف الرّبيع السمان وَعَاصِم وَغَيرهمَا
(أَن الله تَعَالَى يحب المداومة) أَي الْمُلَازمَة والاستمرار (على الإخاء) بالمدّ (الْقَدِيم فداوموا عَلَيْهِ) بتعهد الإخوان فِي الله وتفقد حَالهم (فر عَن جَابر
أَن الله تَعَالَى يحب حفظ الود الْقَدِيم (عد عَن عَائِشَة) باسناد ضَعِيف
(ان الله يحب المحلين فِي الدُّعَاء) اى الملازمين لَهُ (الْحَكِيم عد هَب عَن عَائِشَة) ضَعِيف لِتَفَرُّد يُوسُف بن السّفر عَن الْأَوْزَاعِيّ بِهِ
(أَن الله يحب الرجل) أَي الْإِنْسَان (الَّذِي لَهُ الْجَار السوء يُؤْذِيه) بقول أَو فعل (فيصبر على أَذَاهُ) امتثالا لأَمره تَعَالَى بِالصبرِ على مثله (ويحتسب) أَي يَقُول كلما أَذَاهُ حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل (حَتَّى يَكْفِيهِ الله) أمره (بحياة أَو موت) أَي بِأَن ينْتَقل أَحدهمَا عَن صَاحبه فِي حَال الْحَيَاة أَو بِمَوْت أَحدهمَا (خطّ) وَكَذَا الديلمي (وَابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن أبي ذَر) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أَن الله يحب أَن يعْمل بِفَرَائِضِهِ) أَي واجباته وَفِي حَدِيث آخر مَا تقرب إِلَى المتقرّبون بِمثل أَدَاء مَا افترضته عَلَيْهِم وَفِي رِوَايَة بِرُخصِهِ (عد عَن عَائِشَة) بِإِسْنَادَيْنِ ضعيفين
(أَن الله تَعَالَى يحب أَن تُؤْتى رخصه) بِبِنَاء تُؤْتى للْمَجْهُول جمع رخصَة وَهِي مُقَابل الْعَزِيمَة (كَمَا يحب أَن تُؤْتى عَزَائِمه) أَي مطلوباته الْوَاجِبَة فَإِن أَمر الله فِي الرُّخص والعزائم وَاحِد
٢ - هَذَا الحَدِيث سقط من خطّ الشَّارِح وَهُوَ ثَابت فِي الشَّرْح الْكَبِير أه من هَامِش

1 / 270