Taysir Bi Sharh
التيسير بشرح الجامع الصغير
Maison d'édition
مكتبة الإمام الشافعي
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
Lieu d'édition
الرياض
قَالَ سُبْحَانَ الله كتب لَهُ عشرُون حَسَنَة وحطت عَنهُ عشرُون خَطِيئَة وَمن قَالَ الله أكبر مثل ذَلِك وَمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مثل ذَلِك وَمن قَالَ الْحَمد لله رب الْعَالمين من قبل نَفسه) بِأَن قصد بهَا الْإِنْشَاء لَا الْإِخْبَار (كتبت لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَة وَحط عَنهُ ثَلَاثُونَ خَطِيئَة) أَي ذَنبا قَالَ بَعضهم وَالْحَمْد أفضل من التَّسْبِيح وَوَجهه ظَاهر وَأما القَوْل بِأَنَّهُ أَكثر ثَوابًا من التهليل فمردود (حم ك والضياء عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (و) عَن (أبي هُرَيْرَة مَعًا) قَالَ ك على شَرط مُسلم وأقرّوه
(إنّ الله اصْطفى مُوسَى بالْكلَام وَإِبْرَاهِيم بالخلة) أَي المخاللة (ك عَن ابْن عَبَّاس) وَصَححهُ وأقروه
(إنّ الله اطلع) أَي تجلى تجليا خَاصّا (على أهل بدر) الَّذين حَضَرُوا وقعتها مَعَ الْمُصْطَفى وَقد ارْتَقَوْا إِلَى مقَام يَقْتَضِي الإنعام عَلَيْهِم بمغفرة ذنوبهم السَّابِقَة واللاحقة (فَقَالَ) لَهُم (اعْمَلُوا مَا شِئْتُم) أَن تعملوا (فقد غفرت لكم) ذنوبكم فَلَا أؤاخذكم بهَا لبذلكم مهجكم فِي الله وَنصر دينه وَالْمرَاد إِظْهَار الْعِنَايَة بهم لَا الترخيص لَهُم فِي كل فعل أَو الْخطاب لقوم مِنْهُم علم أَنهم لَا يقارفون ذَنبا وَإِن قارفوه لم يصروا (ك عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد صَحِيح
(إنّ الله أَعْطَانِي فِيمَا منّ بِهِ عليّ) أَن قَالَ لي (إِنِّي أَعطيتك فَاتِحَة الْكتاب) أمّ الْقُرْآن (وَهِي من كنوز عَرْشِي) أَي المخبوأة المدخرة تَحْتَهُ (ثمَّ قسمتهَا بيني وَبَيْنك نِصْفَيْنِ) أَي قسمَيْنِ فَإِن كل مَا يَنْقَسِم قسمَيْنِ يُسمى أَحدهمَا نصفا وَإِن تَفَاوتا (ابْن الضريس هَب عَن أنس) بن مَالك
(إنّ الله أَعْطَانِي السَّبع مَكَان التَّوْرَاة وَأَعْطَانِي الراآت إِلَى الطواسين مَكَان الْإِنْجِيل) تَأْخِيره فِي الذّكر يُفِيد تَعْظِيمه بِأَن مَا قبله مقدّمة لتلقيه لَهُ (وَأَعْطَانِي مَا بَين الطواسين إِلَى الحواميم مَكَان الزبُور وفضلني) ميزني وحصني (بالحواميم والمفصل) وَهُوَ من آخر الحجرات إِلَى آخر الْقُرْآن (مَا قرأهنّ نَبِي قبلي) يَعْنِي مَا أنزلن عَليّ نبيّ غَيْرِي (مُحَمَّد بن نصر) الْمروزِي (عَن أنس) بن مَالك
(إنّ الله أعْطى مُوسَى الْكَلَام) أَي التكليم يَعْنِي خصّه بِهِ (وَأَعْطَانِي الرُّؤْيَة لوجهه) تقدّس يَعْنِي خصني بهَا فِي مُقَابلَة مَا خص بِهِ مُوسَى (وفضلني) عَلَيْهِ (بالْمقَام الْمَحْمُود) الَّذِي يحمده فِيهِ الأوّلون وَالْآخرُونَ يَوْم الْقِيَامَة (والحوض المورود) يَعْنِي الْكَوْثَر الَّذِي ترده الْخَلَائق فِي الْمَحْشَر وَهَذَا يُعَارضهُ الْخَبَر الْآتِي أنّ لكل نبيّ حوضا (ابْن عَسَاكِر عَن جَابر) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(إنّ الله افْترض صَوْم رَمَضَان) على هَذِه الأمّة وَكَانَ كتبه على أهل الْإِنْجِيل فَأَصَابَهُمْ موتان فزادوا عشرا قبله ثمَّ عشرا فجعلوه خمسين وَقيل وَقع فِي برد أَو حرّ شَدِيد فزادوا عشْرين كَفَّارَة التَّحْوِيل (وسننت لكم قِيَامه) الصَّلَاة فِيهِ لَيْلًا (فَمن صَامَهُ وقامه) أَي صَامَ نَهَاره وَقَامَ ليله (إِيمَانًا) تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حق وَطَاعَة (واحتسابا) لوجهه تَعَالَى لَا رِيَاء (ويقينا كَانَ كَفَّارَة لما مضى) من ذنُوبه وَالْمرَاد الصَّغَائِر (ن هَب عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) بِإِسْنَاد حسن
(إنّ الله تَعَالَى أَمرنِي أَن أعلمكُم مِمَّا عَلمنِي وَأَن أؤدبكم) مِمَّا أدبني لِأَنِّي بعثت كالأنبياء طَبِيبا لأمراض الْقُلُوب (إِذا قُمْتُم على أَبْوَاب حجركم) جمع حجرَة (فاذكروا اسْم الله) أَي قُولُوا بِسم الله وَالْأكل إِكْمَال الْبَسْمَلَة فَإِنَّكُم إِذا ذكرْتُمْ ذَلِك (يرجع الْخَبيث) الشَّيْطَان (عَن مَنَازِلكُمْ) فَلَا يدخلهَا (وَإِذا وضع بَين يَدي أحدكُم طَعَام) ليأكله (فليسم) الله بِأَن يَقُول بِسم الله والأكمل الرَّحْمَن الرَّحِيم (حَتَّى لَا يشارككم الْخَبيث) إِبْلِيس أَو أَعم (فِي أرزاقكم) فَإِنَّكُم إِذا لم تسموا أكل مَعكُمْ (وَمن اغْتسل مِنْكُم بِاللَّيْلِ) أَي فِيهِ (فليجاوز عَن عَوْرَته فَإِن لم يفعل) بِأَن لم يستر عَوْرَته (فَأَصَابَهُ لمَم) طرف من
1 / 246