Taysir Bi Sharh
التيسير بشرح الجامع الصغير
Maison d'édition
مكتبة الإمام الشافعي
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
Lieu d'édition
الرياض
(وَعَن كَعْب بن مَالك وَعَن النوّاس) بنُون مَفْتُوحَة فواو مشدّدة فمهملة بعد الْألف (ابْن سمْعَان) كشعبان وَقيل بِكَسْر الْمُهْملَة أوّله الْكلابِي وطرقه معلولة لَكِن تقوّى بانضمامها
(اللَّهُمَّ بَارك لأمتي فِي بكورها) لفظ رِوَايَة ابْن السكن فِي بكورهم (يَوْم الْخَمِيس) رِوَايَة الْبَزَّار يَوْم خميسها فَيسنّ فِي أوّل نَهَاره طلب الْحَاجة وَابْتِدَاء السّفر وَعقد النِّكَاح وَغير ذَلِك من الْمُهِمَّات (هـ) وَكَذَا الْبَزَّار (عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف كَمَا فِي المغنى
(اللَّهُمَّ إِنَّك سألتنا) أَي كلفتنا (من أَنْفُسنَا مَا لَا نملكه) أَي نستطيعه (إِلَّا بك) بأقدارك وتوفيقك وَذَلِكَ المسؤل فعل الطَّاعَات وتجنب المخالفات (فَأَعْطِنَا مِنْك مَا) أَي تَوْفِيقًا تقتدر بِهِ على فعل الَّذِي (يرضيك عَنَّا) فإنّ الْأُمُور كلهَا مِنْك مصدرها وَإِلَيْك مرجعها فَلَا تملك نفس لنَفس شَيْئا (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ الْمُؤلف وَهَذَا متواتر
(اللَّهُمَّ اهد قُريْشًا) دلها على طَرِيق الْحق وَهُوَ الدّين الْقيم (فَإِن عالمها) أَي الْعَالم الَّذِي سَيظْهر من نسل تِلْكَ الْقَبِيلَة (يمْلَأ طباق الأَرْض علما) أَي يعم الأَرْض بِالْعلمِ حَتَّى يكون طبقًا لَهَا يَعْنِي لَا أَدْعُوك عَلَيْهِم بإيذائهم إيَّايَ بل أَدْعُوك أَن تهديهم لأجل إحكام أَحْكَام دينك يبْعَث ذَلِك الْعَالم الَّذِي حكمت بإيجاده من سلالتها وَذَلِكَ هُوَ الإِمَام الشافعيّ (اللَّهُمَّ كَمَا أذقتهم عذَابا) بِالْقَحْطِ والغلاء وَالْقَتْل والقهر (فأذقهم نوالا) أنعاما وَعَطَاء وفتحا من عنْدك (خطّ وَابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه ضعف لَكِن لَهُ شَوَاهِد بَعْضهَا عِنْد الْبَزَّاز بِإِسْنَاد صَحِيح
(اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من جَار السوء) أَي من شرّه (فِي دَار المقامة) بِضَم الْمِيم أَي الوطن فَإِنَّهُ الشرّ الدَّائِم وَالضَّرَر الملازم (فَإِن جَار الْبَادِيَة يتحوّل) فمدّته قَصِيرَة فَلَا يعظم الضَّرَر فِي تحملهَا وَلَعَلَّه دَعَا بذلك لما بَالغ جِيرَانه وَمِنْهُم عَمه أَبُو لَهب وزوجه وَابْنه فِي إيذائه فقد كَانُوا يطرحون الفرث وَالدَّم على بَابه (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ صَحِيح وأقرّوه
(اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من الَّذين إِذا أَحْسنُوا اسْتَبْشَرُوا) أَي إِذا أَتَوا بِعَمَل حسن قرنوه بالإخلاص فيترتب عَلَيْهِ الْجَزَاء فيستحقون الْجنَّة فيستبشرون بهَا (وَإِذا أساؤا) فعلوا سَيِّئَة (اسْتَغْفرُوا) طلبُوا من الله مغْفرَة مَا فرط مِنْهُم وَهَذَا تَعْلِيم للْأمة وإرشاد إِلَى لُزُوم الاسْتِغْفَار لكَونه ممحاة للذنوب (هـ هَب عَن عَائِشَة) وَفِيه ضعف مَا لضعف عَليّ بن زيد بن جدعَان
(اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الْأَعْلَى) أَي نِهَايَة مقَام الرّوح وَهِي الحضرة الواحدية فالمسؤل إِلْحَاقه بِالْمحل الَّذِي لَيْسَ بَينه وَبَينه أحد فِي الِاخْتِصَاص فأتقنه وَلَا تعرّج على مَا قيل (ق ت عَن عَائِشَة) وَقَالَت أَنه كَانَ آخر كَلَامه
(اللَّهُمَّ من ولى من أَمر أمتِي شَيْئا) من الولايات كخلافة وسلطنة وَقَضَاء وإمارة ووصاية ونظارة ونكره مُبَالغَة فِي الشُّيُوع (فشق عَلَيْهِم) حملهمْ على مَا يشق عَلَيْهِم (فاشقق عَلَيْهِم) أوقعه فِي الْمَشَقَّة جَزَاء وفَاقا (وَمن ولى من أَمر أمتِي شَيْئا فرفق بهم) عاملهم باللين والشفقة (فارفق بِهِ) افْعَل بِهِ مَا فِيهِ الرِّفْق لَهُ مجازاة لَهُ بِمثل فعله وَقد اسْتُجِيبَ فَلَا يرى ذُو ولَايَة جَار إِلَّا وعاقبة أمره الْبَوَار والخسار (م عَن عَائِشَة) وَغَيرهَا
(اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من شَرّ مَا عملت) أَي من شَرّ عمل يحْتَاج فِيهِ إِلَى الْعَفو (وَمن شَرّ مَا لم أعمل) بِأَن تحفظني مِنْهُ فِي الْمُسْتَقْبل أَو أَرَادَ شَرّ عمل غَيره وَاتَّقوا فتْنَة لَا تصيبن الَّذين ظلمُوا مِنْكُم خَاصَّة (م د ن هـ عَن عَائِشَة) الصدّيقة أمّ الْمُؤمنِينَ
(اللَّهُمَّ أَعنِي على غَمَرَات الْمَوْت) شدائده جمع غمرة وَهِي الشدَّة وَفِي رِوَايَة مُنكرَات (أَو سَكَرَات الْمَوْت) شدائده
1 / 208