طيبة في 4 أبريل سنة 1920
التي صورها البدر
أهمس - نوفريتاري
يوجد في وسط مدينة «طيبة» - بين فدافد الدير البحري ذات الرضام والأكمة المقدسة، أكمة دير المدينة - منظر ذو جمال باهر غير أليف، ذلك هو وادي النسر.
ما وادي الملكات في غرابته وهدوئه، ولا ثنايا وادي الملوك الموحشة، ولا الطريق الذاهب إلى مقابر القرود في فخامته الجافية، بمؤدية إلى الذهن مثالا من الروعة التي لا شبيه لها لتلك النجوة ذات الحدور.
لا يستطيع أحد يقدر هذه الروعة وهو في جوف السهل، ولا ينفذ موجود إلى ذلك الحمى الرهيب، الذي ظل على الدهر محجبا مجهولا.
كان يعجبني في بعض الأحايين لدى عودتي من زورة بحث وتنقيب في كهوف «دراع أبو النجا»، أو في مآبي من حجة طويلة الأمد إلى بعض المعابد المجتباة، أن أستريح إلى طرف الحقف الأمعز الصاعد إلى وادي النسر.
أحب أن أنظر من ذلك العلو إلى الشعب العبقري من سهل طيبة، حيث يتجلى للنظر مشهد ذاهب إلى غير منتهى، منقطع النظير.
باقة من الهياكل طافية فوق خضرة النبت المتكاثف، كمروحة عظيمة وضعت منشورة على بساط السماء، تلوح جملة عن عرض، وتارة تبدو منتثرة في ذلك الأفق البالغ في زرقته.
وبينما كان مهرجان الربيع يتجلى بمباهجه الفياضة - في إطار ساحر من الأطلال - كانت تنفذ إلى صميم الفؤاد تلك الطمأنينة المنعشة، المنبعثة من آثار العصور الخوالي.
Page inconnue