لو رآه إبليس ... بالسجود اشتهر
أو رأته بلقيس ... حار منها النظر
خده مغنطيس ... لحديد البصر
فرعه كالليال ... فرقه كالفجر
حرت بين الضلال
والهدى من أمري
-٤-
اقترح علي القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله، رحمه الله تعالى، وعلى جمال الدين يوسف الصوفي الخطيب، رحمه الله تعالى، يوما أنا نعارضه. فكان الذي نظمه جمال الدين المذكور:
زايرٌ بالخيال ... زايل عن قربي
باهر بالجمال
ماهر بالعجب
أي غصن نضير ... نزهة للنظر
لحظ عيني خفير ... منه ورد الخفر
يا له من غرير ... في هواه غرر
ساحر بالدلال ... ساخر بالصب
فائق في الكمال
لائق بالحب
بشذا المسك فاح ... ثغر هذا الغزال
باسمٌ عن أقاح ... كفريد اللآل
رد نور الصباح ... كظلام الليال
ريقه حين جال ... في لماه العذب
صرت بين الزلال
والهوى في كرب
ذي قوام رطيب ... منه تجنى الحرق
رام ظلم القضيب ... فاشتكى بالورق
فتثنى الحبيب ... ورنا بالحدق
مثل بيض النصال ... من سواد الهدب
والعوالي أمال
بالقوام الرطب
لو رأته القسوس ... حسبته المسيح
وهو يحيي النفوس ... عند هذا المليح
ما تبين الشموس ... بالكلام الفصيح
خل عنك الغزال ... يرتعي في الكثب
ثم قل للهلال
يحتجب في الغرب
ثغره في بريق ... إذ جلاه بريق
كل حر رقيق ... للماه الرقيق
خده والشقيق ... ذا لهذا شقيق
قد بدا فيه خال ... كسواد القلب
إذ غدا في اشتعال
فوق نار الحب
ما لصب صبا ... في هواه نصيب
منه قبل الصبا ... قد علاني المشيب
يا نسيم الصبا ... جز بأرض الحبيب
واجتهد أن تنال ... منه طيب القرب
ثم عد بالنوال ... من هدايا حبي
جائرٌ قد ظهر ... عدله في القوام
في الوجود اشتهر ... مثل بدر التمام
فيه يحلو السهر ... ويمر المنام
صد تيها وقال ... وهو يبغي حربي
لحظ عيني نبال
قلت آه واقلبي
-٥-
وكان الذي قلته أنا ولم أغير من القوافي شيئا:
جامحٌ في الدلال ... جانحٌ للهجر
خاطرٌ في الجمال
عاطرٌ في النشر
غصن بان رطيب ... قد زها بالطرب
ينثني في كثيب ... بالصبا عن كثب
ما لقلبي نصيب ... منه غير النصب
قمرٌ في كمال ... فوق غصنٍ نضر
طالعًا لا يزال
في دياجي الشعر
كم جلا بالسنا ... فرقه لي صباح
وحلا في الجنى ... مبسم كالأقاح
إن رنا وانثنى ... أو تبدى ولاح
يا حياء الغزال ... وافتضاح السمر
واختفاء الهلال
وكسوف البدر
للعذار الرقيم ... خاله كالرقيب
حول روض وسيم ... وسط نار تذيب
في النعيم المقيم ... يتشكى اللهيب
ذاق برد الظلال ... في لهيب الجمر
واهتدى في الضلال
ببروق الثغر
شق خد الشقيق ... منه خد أنيق
والقوام الرشيق ... فيه معنى دقيق
كم سقاني الرحيق ... من فم كالعقيق
بعد ذاك الزلال ... ما حلالي صبري
والقوام الممال
قام فيه عذري
غصن بان يميس ... في رياض الزهر
ريقه الخندريس ... في زلالا ظهر
فيه درٌّ نفيس ... في عقيق بهر
جفنه حين صال ... في خبايا صدري
لو كفاني النبال
لاكتفى بالسحر
-٦-
ومن ذلك موشحةٌ للقاضي السعيد ابن سناء الملك، رحمه الله تعالى، وهي:
بستان ... في غصن
يحمى
باليزن
يمنع ... من يسترق
فاسمع ... قلبي فرق
يجزع ... لما عشق
ريان ... أعطشني
نجما
أضلني
جفني ... جفا الكرى
خدني ... لا يشترى
إني ... كما ترى
1 / 5