وحميد بن ثور، وتأبط شرًا، والأخطل وغيرهم.
واستشهد أيضًا بأشعار مشاهير الرجاز: كالعجاج ورؤبة وأبي النجم، مما يدل على سعة اطلاعه على أشعار العرب وإفادته منها في تقرير مسائله النحوية. ونلاحظ أن ابن الخباز في كتابه ينقل كثيرًا من الشواهد الشعرية عن سيبويه والسيرافي وأبي علي الفارسي وابن جني والمبرد ويعقوب بن السكيت وأحمد بن فارس والجوهري وعبد القاهر وأبي إسحاق الزجاج وابن الشجري وثعلب وحمزة الأصفهاني والاشنانداني وابن السراج والواحدي وأبي محمد والزجاج وابن قتيبة وغيرهم.
ومن الملاحظ أن ابن الخباز في كتابه «توجيه اللمع» لم ينسب جميع شواهده الشعرية إلى أصحابها، بل قد نسب البعض وأغفل نسبة الباقي، وما ذلك إلا جريًا على سنن الأقدمين، أمثال سيبويه وغيرهم من فحول العربية وأئمتها، ولعلهم سلكوا هذا النهج حرصًا على تحقيق الأمانة العلمية وخوفًا من نسبة أبيات لغير قائليها، وأحيانًا كان يكتفي ببيان المنشد للبيت من النحويين أو اللغويين أو غيرهم ممن يتعرضون للشعر العربي بالنقد والدرس، وأحيانًا أخرى يذكر الكتاب الذي أنشد فيه الشعر الذي هو بصدد الاستشهاد به.
ويتخذ استشهاده بالشعر صورًا متعددة، فأحيانًا يستشهد بنصف البيت أو بالبيت كاملًا، كما في معظم شواهده، وأحيانًا يستشهد بالبيتين أو الثلاثة وربما كرر الشاهد الواحد مرة أو مرتين.
وقد يذكر أكثر من شاهد للاحتجاج على ظاهرة لغوية أو نحوية واحدة كما في استشهاده (باب ألفات القطع وألفات الوصل) على أن النون من «ابنم» تتبع الميم في الإعراب: قال:
السابع «ابنم» وهو بمعنى «ابن» والميم زائدة، وتتبع نونه ميمه في الإعراب قال النمر بن تولب:
لقيم بن لقمان من أخته ... فكان ابن أخت له وابنما
وقال أبو كبير الهذلي:
أخلي وإن الدهر مهلك من ترى ... من ذى بنين وأمهم وابنم
وقال: (باب النسب) إن بعض العرب يقول في النسب إلى قريش وهذيل:
1 / 46