الفصل الثالث: كتاب «توجيه اللمع» ومنهج ابن الخباز فيه
كتاب «توجيه اللمع»:
هو كتاب في النحو، يشرح به مؤلفه كتاب «اللمع لابن جني» بأسلوب سهل وعبارة واضحة سلسة، مع تعليل النحوية وإظهار الأسرار التي تنطوي عليها قضاياها، ويبين لنا ابن الخباز في مقدمة كتاب الأسباب والدواعي التي حفزته إلى تأليف هذا الكتاب فيقول: أما بعد: فإن جماعة من حفظة كتاب «اللمع» في النحو لأبي الفتح عثمان بن جني رحمه لله أطمعهم فيه صغر حجمه، وآيسهم منه عدم فهمه، وذلك لأن الكتب المصنوعة لتفسيره منها الكبير الممل، ومنها الصغير المخل، والمتوسط بينهما إما يفقد، وإما يقل، فضمنت لهم إملاء مختصرًا.
وهذا الكتاب يشتمل على كل الأبواب التي اشتمل عليها كتاب «اللمع» لأنه شرح له.
وقد التزم ابن الخباز في كتابه الترتيب الذي وردت عليه أبواب «اللمع» فلم يقد فيه ولم يؤخر، بل ابتدأ بما ابتدأ به ابن جني، وتتبع أبوابه شرحًا وتعليلًا وعرضًا لآراء النحاة في القضايا الخلافية، ثم اختتم كتابه بالأبواب التي أنهى بها ابن جني كتابه.
وينهي ابن الخباز شرحه هذا بخاتمة يقول في مستهلها: «هذا آخر ما عمدت لإملائه من شرح كتاب «اللمع» وقد جئت به كما ضمنت في خطبته ومن تصفحه وتأمله علم صدق دعواي، ولم أستعن في مدة إملائه عليه بمطالعة كتاب، وقد أودعته نبذًا مما رويته عن شيخي مجد الدين أبي حفص عمر بن أحمد بن أبي بكر ابن مهران، يرد الله مضجعه، وطيب مهجه، ومن عثر لي في هذا الإملاء على عثرة، فليكن العاثر غادرًا لزللها، وسادًا لخللها، فإن السعيد من عدت سقطاته.
مصادره:
بالتأمل في كتاب «توجيه اللمع» لابن الخباز نستطيع التعرف بوضوح على المصادر التي استقى منها الشارح مادة كتابته العلمية، فقد كان ﵀ يشير إلى من روى عنهم أو نقل من كتبهم أو استعان بآرائهم المثبوتة في كتب غيرهم، ومن أبرز
1 / 33