قال ابن جني: وما أُضف إلى المصدر مما هو وصف له في المعنى بمنزلة المصدر تقول: سرت أشد السير، وصمت أحسن الصوم، فتنصب أشد وأحسن نصب المصادر، وتقول: إنه ليعجبني حبًا شديدًا، لأن أعجبني وأحببته في معنى واحد. قال الشاعر:
يعجبني السخون والبرود ... والتمر حبًا ما له مزيد
فتنصب حبًا على المصدر بما دل عليه يعجبني، وكذلك إني لأبغضه كراهية، وإني لأشنؤه بغضًا.
ــ
قال ابن الخباز: وإذا أضفت أفعل التفضيل إلى المصدر انتصب انتصاب المصادر كقولك: سرت أشد السير، لأن أفعل التفضيل بعض مما يضاف إليه. وكذلك إذا قلت: سرت أشد من سيرك، لأنك تفاضل بين سيرين. وفي التنزيل: ﴿وعمروها أكثر مما عمروها﴾ أي: وعمروها أكثر من عمارتهم.
وإذا كان الفعلان موضوعين لمعنى واحد كأعجبني وأحببته وشنأنه [وأبغضته جاز أن يتعدى أحدهما إلى مصدر الآخر كقولك: أحببته إعجابًا]. / وشأنه ٤٦/ب بغضًا، وأبغضته كراهية، وذلك لأنهما دالان على معنى واحد.
قال الراجز: أنشده الجوهري ﵀:
٨٢ - يعجبه السخون والبرود ... والتمر حبًا ماله مزيد
السخون: ما يسخن من الطعام، والبرود منه: البارد. ويروى: