Tawil des problèmes du Coran

Ibn Qutaybah d. 276 AH
148

Tawil des problèmes du Coran

تأويل مشكل القرآن

Chercheur

إبراهيم شمس الدين

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

وقد يقول القائل في كلامه: والله لا أفعله، ثم والله لا أفعله. إذا أراد التوكيد وحسم الأطماع من أن يفعله. كما يقول: والله أفعله، بإضمار (لا) إذا أراد الاختصار. قال الله ﷿: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤) [التكاثر: ٣، ٤] . وقال: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦) [الشرح: ٥، ٦] . وقال: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥) [القيامة: ٣٤، ٣٥] . وقال: وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) [الانفطار: ١٧، ١٨] كلّ هذا يراد به التأكيد للمعنى الذي كرّر به اللفظ. وقد يقول القائل للرجل: اعجل اعجل، وللرامي: ارم ارم. وقال الشاعر «١»: كم نعمة كانت لكم كم كم وكم وقال الآخر «٢»: هلّا سألت جموع كن ... دة يوم ولّوا أين أينا وقال عوف بن الخرع «٣»: وكادت فزارة تصلي بنا ... فأولى فزارة أولى فزارا وربما جاءت الصفة فأرادوا توكيدها، واستوحشوا من إعادتها ثانية لأنها كلمة واحد، فغيّروا منها حرفا، ثم أتبعوها الأولى. كقولهم: (عطشان نطشان) كرهوا أن يقولوا: عطشان عطشان، فأبدلو من العين نونا. وكذلك قولهم: (حسن بسن) كرهوا أن يقولوا: حسن حسن، فأبدلوا من الحاء باء. و(شيطن ليطان) في أشباه له كثيرة.

(١) الرجز بلا نسبة في أمالي المرتضى ١/ ٨٤، وكتاب الصناعتين ص ١٩٣، والصاحبي في فقه اللغة ص ١٧٧. (٢) تقدم البيت مع تخريجه، وهو لعبيد بن الأبرص. (٣) البيت من المتقارب، وهو في المفضليات ص ٤١٦، ومعجم البلدان ٣/ ٣٠٥، والكتاب ١/ ٣٣١، والصاحبي في فقه اللغة ص ١٩٤، وإعجاز القرآن ص ٩٤.

1 / 150