Tawil des problèmes du Coran

Ibn Qutaybah d. 276 AH
139

Tawil des problèmes du Coran

تأويل مشكل القرآن

Chercheur

إبراهيم شمس الدين

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

ملعونة بعقر أو خادج أي: دعي عليها أن لا تحمل، وإن حملت: أن تلقي ولدها لغير تمام، فإذا لم تحمل الناقة ولم ترضع كان أقوى لها. ومن أمثال العرب: (عسى الغوير أبؤسا) «١» أي: أن يأتينا من قبل الغوير بأس ومكروه. والغوير: ماء، ويقال: هو تصغير غار. ومثله قوله سبحانه: قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ [الأعراف: ٣٢] . أي هي للذين آمنوا- يعني في الدنيا- مشتركة، وفي الآخرة خالصة. ومنه قوله: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ [آل عمران: ١٧٥] . أي يخوّفكم بأوليائه، كما قال سبحانه: لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ [الكهف: ٢] أي لينذركم ببأس شديد. وقوله: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ [طه: ١٠٨] أي لا عوج لهم عنه. وقوله: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [فاطر: ١٠] . أي يعلم أنّ العزّة لمن هي. وقوله: ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ [الذاريات: ٥٧] أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم. وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [الذاريات: ٥٧] أي ما أريد أن يطعموا أحدا من خلقي. وأصل هذا: أن البشر عباد الله وعياله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم، فقد رزقه وأطعمه، إذ كان رزقهم عليه. ومنه قوله سبحانه: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ [النمل: ٢٥] أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا لله. وقال الشاعر «٢»: يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي

(١) انظر المثل في جمهرة أمثال العرب ص ١٤٣، ومجمع الأمثال ١/ ٤٧٧، ولسان العرب (غور) . (٢) يليه: بسمسم وعن يمين سمسم والرجز للعجاج في ديوانه ١/ ٤٤٢، والأشباه والنظائر ٢/ ١٤٥، والإنصاف ١/ ١٠٢، وجمهرة اللغة ص ٢٠٤، ٦٤٩، والخصائص ٢/ ١٩٦، ولسان العرب (سمسم)، وتاج العروس (سمم)، ولرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨٣، وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٢٧٩، ولسان العرب (علم) . [.....]

1 / 141