Tawil des problèmes du Coran

Ibn Qutaybah d. 276 AH
131

Tawil des problèmes du Coran

تأويل مشكل القرآن

Chercheur

إبراهيم شمس الدين

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

باب الحذف والاختصار من ذلك: أن تحذف المضاف وتقيم المضاف إليه مقامه وتجعل الفعل له. كقوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها [يوسف: ٨٢] أي سل أهلها. وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ [البقرة: ٩٣] أي حبّه. والْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ [البقرة: ١٩٧] أي وقت الحج. وكقوله: إِذًا لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ-[الإسراء: ٧٥] أي ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات. وقوله سبحانه: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ [الحج: ٤٠] فالصلوات لا تهدّم، وإنما أراد بيوت الصلوات. قال المفسرون: الصوامع للصّابئين، والبيع للنّصارى، والصلوات: كنائس اليهود، والمساجد للمسلمين. وقوله: مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ [محمد: ١٣] أي أخرجك أهلها. وقوله: بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ [سبأ: ٣٣] أي مكركم في الليل والنهار. وقوله: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ [التوبة: ١٩]؟ أي: أجعلتم صاحب سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، كمن آمن؟! ويكون يريد: أجعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن بالله وجهاده؟ كما قال: وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ [البقرة: ١٧٧] . قال الهذلي «١»:

(١) البيت من الوافر، وهو للمتنخل الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ١٢٦٨، ولسان العرب (حنت)، وتاج العروس (حنت)، (غطط)، (قطط)، وللهذلي في تهذيب اللغة ٧/ ١٣٣، ولسان العرب (خرص)، (قطط)، وبلا نسبة في لسان العرب (نجد)، وكتاب الصناعتين ص ١٣٦، والمخصص ١/ ٦٦، ١٠/ ٩٠.

1 / 133