L'interprétation des divergences des hadiths
تأويل مختلف الحدي ث
Maison d'édition
المكتب الاسلامي
Numéro d'édition
الطبعة الثانية-مزيده ومنقحة ١٤١٩هـ
Année de publication
١٩٩٩م
Lieu d'édition
مؤسسة الإشراق
ويحتجون بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ١ -فِيمَا لَا يُوَافِقُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ- وَقَدْ أَكْذَبَهُ عُمَرُ٢، وَعُثْمَانُ٣، وَعَائِشَةُ٤.
وَيَحْتَجُّونَ بِقَوْلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ٥ -وَقَدْ أَكْذَبَهَا عُمَرُ، وَعَائِشَةُ- وَقَالُوا: لَا نَدَعُ كِتَابَ رَبِّنَا، وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا لِقَوْلِ امْرَأَةٍ.
وَيُبَهْرِجُونَ٦ الرَّجُلَ بِالْقَدَرِ، فَلَا يَحْمِلُونَ عَنْهُ كَـ "غيلَان"، و"عَمْرو بن عبيد"٧ و"معبد الْجُهَنِيّ"٨، و"عَمْرو بْنِ فَائِدٍ"، وَيَحْمِلُونَ عَنْ أَمْثَالِهِمْ من
_________
١ هُوَ عبد الرَّحْمَن بن صَخْر الدوسي، أسلم سنة ٧هـ، وَلزِمَ صُحْبَة النَّبِيَّ ﷺ وَكَانَ من أَكثر الصَّحَابَة حفظا للْحَدِيث وَرِوَايَة لَهُ، ولي أَمر الْمَدِينَة، وَاسْتَعْملهُ عمر على الْبَحْرين، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة، توفّي سنة ٥٩هـ.
٢ عمر بن الْخطاب أَبُو حَفْص، أحد فُقَهَاء الصَّحَابَة، وَثَانِي الْخُلَفَاء الرَّاشِدين، وَأحد الْعشْرَة المبشرين بِالْجنَّةِ، وَأول من سمي أَمِير الْمُؤمنِينَ، شهد بَدْرًا والمشاهد إِلَّا تَبُوك، فتحت فِي أَيَّامه الْأَمْصَار، اسْتشْهد سنة ٢٤هـ.
٣ عُثْمَان بن عُثْمَان أَمِير الْمُؤمنِينَ ذُو النورين، وَهُوَ أَحَدُ الْعَشْرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجنَّةِ جمع النَّاس على مصحف وَاحِد، كَانَ ينْفق مَاله فِي سَبِيل الله، وَهُوَ ثَالِث الْخُلَفَاء الرَّاشِدين اسْتشْهد سنة ٣٥هـ وعمره "٨٢" سنة.
٤ عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق، وَأم الْمُؤمنِينَ زوج رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كَانَت فِي الْعلم بِمَنْزِلَة كَبِيرَة. قَالَ الزُّهْرِيّ: لَو جمع علم عَائِشَة إِلَى جَمِيع أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ وَعلم جَمِيع النِّسَاء لَكَانَ علم عَائِشَة أفضل. وَتُوفِّي عَنْهَا ﷺ وَهِي فِي الثَّامِنَة عشرَة. مَاتَت سنة ٥٨هـ بِالْمَدِينَةِ ودفنت بِالبَقِيعِ.
٥ فَاطِمَة بنت قيس بن خَالِد القرشية الفهرية، أُخْت الضَّحَّاك بن قيس الْأَمِير، صحابية من الْمُهَاجِرَات الْأَوَائِل. لَهَا رِوَايَة للْحَدِيث. كَانَت ذَات جمال وعقل، وَفِي بَيتهَا اجْتمع أَصْحَاب الشورى عِنْد قتل عمر ﵁.
٦ يبهرجون: يعدلُونَ بالشَّيْء عَن الجادة القاصدة إِلَى غَيرهَا كَمَا فِي الْقَامُوس.
وَالْقَصْد أَنهم يطعنون فِي عَدَالَة الرجل وَصدقه، فينفر النَّاس مِنْهُ وَلَا يقبلُونَ مِنْهُ علما -مُحَمَّد بدير.
٧ عَمْرو بن عبيد بن بَاب التَّيْمِيّ بِالْوَلَاءِ، ولد عَام ٨٠هـ، وَهُوَ شيخ الْمُعْتَزلَة فِي عصره ومفتيها وَأحد الزهاد الْمَشْهُورين. كَانَ جده من سبي فَارس، وَأَبوهُ نساجًا ثمَّ شرطيًّا للحجاج فِي الْبَصْرَة، واشتهر عَمْرو بِعِلْمِهِ وزهده وأخباره مَعَ الْمَنْصُور العباسي وَغَيره.
وَفِيه قَالَ الْمَنْصُور: كلكُمْ طَالب صيد غير عَمْرو بن عبيد. توفّي بمران "بِقرب مَكَّة" عَام ١٤٤هـ. قَالَ يحيى بن معِين: كَانَ من الدهرية.
٨ معبد الْجُهَنِيّ، هُوَ معبد بن عبد الله بن عويم، من الْبَصْرَة أول من قَالَ بِالْقدرِ وانتقل من الْبَصْرَة إِلَى الْمَدِينَة فنشر فِيهَا مذْهبه، وَهُوَ فَقِيه فِي الحَدِيث، قيل قَتله الْحجَّاج صبرا سنة ٨٠هـ.
1 / 56