Le Livre du Tawhid et le Réconfort des Yeux des Monothéistes dans la Vérification de l'Appel des Prophètes et des Messagers

Ibn Hasan Al Shaykh d. 1285 AH
169

Le Livre du Tawhid et le Réconfort des Yeux des Monothéistes dans la Vérification de l'Appel des Prophètes et des Messagers

كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين

Chercheur

بشير محمد عيون

Maison d'édition

مكتبة المؤيد،الطائف،المملكة العربية السعودية/ مكتبة دار البيان،دمشق

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١١هـ/١٩٩٠م

Lieu d'édition

الجمهورية العربية السورية

الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره ". ....................................................................................................... وتحرك عينه مع فتح الضاد: ضد القوة. قال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله، والصبر نصف الإيمان. قوله: "أن ترضي الناس بسخط الله " أي أن تؤثر رضاهم على ما يرضي الله، وذلك إذا لم يقم بقلبه من إعظام الله وإجلاله وهيبته ما يمنعه من إيثار رضى المخلوق بما يجلب له سخط خالقه وربه ومليكه الذي يتصرف في القلب. وبهذا الاعتبار يدخل في نوع من الشرك؛ لأنه آثر رضى المخلوق على رضى الله، وتقرب إليه بما يسخط الله، ولا يسلم من هذا إلا من سلمه الله تعالى. قوله: "وأن تحمدهم على رزق الله " أي على ما وصل إليك من أيديهم بأن تضيفه إليهم وتحمدهم عليه، والله تعالى هو الذي كتبه لك وسيره لك، فإذا أراد أمرا قيض له أسبابا، ولا ينافي هذا حديث: " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " ١ لكون الله ساقه على أيديهم فتدعو لهم أو تكافئهم لحديث " من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه " ٢. قوله: "وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله " لأنه لم يقدر لك ما طلبته على أيديهم فلو قدر ساقه إليك. فمن علم أن الله وحده هو المتفرد بالعطاء والمنع بمشيئته وإرادته، وأنه الذي يرزق العبد بسبب وبلا سبب، ومن حيث لا يحتسب لم يسأل حاجته إلا من الله وحده، ولعل ما منع من ذلك يكون خيرا له، ويحسن الظن بالله سبحانه ولا يرغب إلا إليه ولا يخاف إلا من

١ البخاري في " الأدب المفرد رقم (٢١٨)، وأبو داود رقم (٣٨٥)، وابن حبان رقم (٢٠٧٠) "موارد"، وأحمد في " المسند" ٢/٢٩٥ و٢ ٣٠ و٣٨٨ و٤٩٢ من حديث أبي هريرة ﵁، وهو حديث صحيح. انظر الأحاديث الصحيحةرقم (٤١٧) . ٢ البخاري في " الأدب المفرد رقم (٢١٦)، وأبو داود رقم (١٦٧٢)، والنسائي ١/٣٥٨، وأحمد في (المسند ٦٨/٢ و٩٦ و٩٩، والبيهقي (١٩٩/٤) من حديث ابن عمر ﵄ وصححه ابن حبان رقم (٢٠٧١)، والحاكم ١/٤١٢، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. انظر "الأحاديث الصحيحة" رقم (٢٥٤) .

1 / 169