Le Livre du Tawhid et le Réconfort des Yeux des Monothéistes dans la Vérification de l'Appel des Prophètes et des Messagers

Ibn Hasan Al Shaykh d. 1285 AH
151

Le Livre du Tawhid et le Réconfort des Yeux des Monothéistes dans la Vérification de l'Appel des Prophètes et des Messagers

كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين

Chercheur

بشير محمد عيون

Maison d'édition

مكتبة المؤيد،الطائف،المملكة العربية السعودية/ مكتبة دار البيان،دمشق

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١١هـ/١٩٩٠م

Lieu d'édition

الجمهورية العربية السورية

وعن ابن مسعود مرفوعا: " الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل "١ رواه أبو داود، والترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود. ..................................................................................................................... بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر، وهذا هو التوحيد وهو دعاء مناسب لمن وقع في قلبه شيء من الطيرة، وتصريح بأنها لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا، ويعد من اعتقدها سفيها مشركا. قوله: " ولا حول ولا قوة إلا بك "، والحول التحول والانتقال من حال إلى حال والقوة على ذلك بالله وحده، ففيه التبري من الحول والقوة والمشيئة بدون حول الله وقوته ومشيئته، وهذا هو التوحيد في الربوبية، وهو الدليل على توحيد الإلهية الذي هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة وهو توحيد القصد والإرادة وقد تقدم بيان ذلك بحمد الله. قوله: "وعن ابن مسعود مرفوعا: " الطيرة شرك. الطيرة شرك وما منا إلا ... ولكن الله يذهبه بالتوكل "، رواه أبو داود والترمذي وصححه، وجعل آخره من قول ابن مسعود " ولفظ أبي داود: "الطيرة شرك " ثلاثا، وهذا صريح في تحريم الطيرة وأنها من الشرك لما فيها من تعلق القلب بغير الله، قال ابن مفلح: الأولى القطع بتحريمها؛ لأنها شرك، وكيف يكون الشرك مكروها الكراهة الاصطلاحية. قوله: "وما منا إلا " قال أبو القاسم الأصبهاني والمنذري: في الحديث إضمار التقدير: وما منا إلا وقد وقع في شيء من ذلك. انتهى.

١ رواه أبو داود رقم (٣٩١٠) في الطب: باب في الطيرة، والترمذي رقم (١٦١٤) في السير: باب ما جاء في الطيرة، وأحمد ١/٤٣٨ وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. ورواه ابن حبان (١٤٢٧) "موارد"، وابن ماجه رقم (٣٥٣٨)، قال الحافظ في الفتح ١٠/١٨١: "وما منا إلا" من كلام ابن مسعود –﵁ – أدرج في الخبر، وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه". قال الحافظ: "وإنما جعل ذلك شريكا لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعا أو يدفع خيرا فكأنهم أشركوا مع الله تعالى". وقوله: "ولكن الله يذهب بالتوكل" إشارة إلى أن من وقع له ذلك، فسلم لله ولم يعبأ بالطيرة أنه لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك. انظر: "الأحاديث الصحيحة" رقم (٤٢٠) . قال الخطابي: "قوله وما منا إلا" معناه إلا من يعتريه التطير". وقال محمد بن إسماعيل البخاري: كان سليمان بن حرب ينكر هذا ويقول: هذا الحرف ليس من قول رسول الله – ﷺ، وكأنه قول ابن مسعود – ﵁.

1 / 151