283

Le Tawhid d'Ibn Manda

التوحيد لابن منده

Enquêteur

علي بن محمد بن ناصر الفقيهي

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وصَوّرتْها مكتبة العلوم والحكم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٥ - ١٤١٣ هـ

Lieu d'édition

المدينة المنورة

بسم الله الرحمن الرحيم
١١٠ - ذِكْرُ مَعْرِفَةِ صِفَاتِ الله ﷿ الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ وَأَنْزَلَ بِهَا الكِتَابَ وَنَطَقَ بِهَا الرَّسُولُ ﷺ مُبَايَنَةً لِلأضْدَادِ وَالأَنْدَادِ وَالأَوْثَانِ وَالآلِهَةِ الَّتِي تُعَبْدُ مِنْ دُونِهِ،
قَالَ اللهُ ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُم﴾، إلى قوله: ﴿خُذِ العَفْوَ﴾، وَقَالَ: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ الآية، وَقَالَ فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ ﵇: ﴿يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا﴾، وَقَالَ: ﴿فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾، وَقَالَ: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ الله مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لهُ﴾ الآية.
وَقَالَ فِي قِصَّةِ مُوسَى ﵇: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلا جَسَدًا لهُ خُوَارٌ﴾ الآية.
فَفِي هَذِهِ الآيَاتِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الله ﷿ بِخِلافِ الأَصْنَامِ الَّتِي عُبِدَتْ مِنْ دُونِهِ، ثُمَّ وَصَفَ نَفْسَهُ بِالسَّمَعِ وَالبَصَرِ وَاليَدَيْنِ وَأَنَّهُ خَلَقَ بِهُمَا آدَمَ ﵇، وَأَنَّهُ يَسْمَعُ وَيُجِيبُ، وَأَنَّهُ يَنصُر وَيَخْذُلُ، وَيُضِلُّ وَيَهْدِي، وَأَنَّهُ بِخِلافِ مَا ذَمَّهُ.
قَالَ اللهُ ﷿: ﴿ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾، وَقَالَ الله ﷿: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ الله شَهِيدٌ﴾، وقال: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ﴾، فَأَفَادَ اللهُ ﷿ بِكَلامِهِ صِفَتَهُ أَنَّهُ أَكْبَرُ الأَشْيَاءِ وَلَيْسَ شَيْءٌ مِثْلَهُ.

3 / 24