259

Explication du monothéisme

التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

Maison d'édition

دار طيبة، الرياض، المملكة العربية السعودية

Numéro d'édition

الأولى، 1404هـ/ 1984م

كالدعاء والذكر في أماكن نسك الحج التي هي من شعائر الله فالعمل به هو المندوب والقصور عليه هو المطلوب.

(وقول صاحب المقدمة) لكن لا يلزم من ذلك تكفير مرتكبه ... الخ دليل على أمور:

(الأول منها) : أنه لم يعرف الشرك وحقيقته لأنه جعل تعظيم القبور وعبادتها بدعائها برجائها والاستغاثة بما والنذر لها لتدفع سوءا أو تجلب خيرا إنما فيه مجرد الحرمة فقط.

(الثاني) : أنه جاهل حقيقة ما عليه عباد الأوثان كيف كان عبادتهم لها فإنه يعتقد أن عبادتها مجرد السجود لها أو أنها شريكة مع الله في ملكه والله يقول: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} وقال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} .

(الثالث) : أنه ناقض لحكم الله ورسوله في أهل الشرك الأكبر فان حكم الله فيهم القتل والسبي ما لم يتوبوا قبل القدرة عليهم، وهذا حكمه فيهم عدم القتل والسبي لأنه قال وحكمه كما قدمناه النصيحة والوعظ والزجر لا غير ذلك.

(الرابع) : حصر هذا الشرك في العوام والأعراب ولم يعلم أنه في أكثر قلوب مدعي العلم والعبادة والزهاد ويتخذونه سببا من جملة الأسباب.

(الخامس) : زعمه أنا نكفر بمجرد الصلاة في المقبرة وهذا أيضا مما يدل على عدم تحقيقه أمرنا ونهينا وأنه من قول الزور والبهتان علينا لكن له فيمن قبله أسوة قبيحة حيث رمونا بأكبر من ذلك فقالوا عنا أنهم الكفرة الفجرة ونحن إنما نكفر من قصد أصحاب القبور ليفرجوا كربته ويكشفوا شدته أو هتف بذكرهم نائيا عنهم أو قريبا منهم يدعوهم ويرجوهم ويتوكل عليهم وينذر ويقرب لهم ليجلبوا له خيرا أو يدفعوا عنه سوءا أو ليكونوا واسطة ووسيلة ليشفعوا له في ذلك أو من اعتقد ذلك في

Page 231