Explication du monothéisme

Sulayman Sibt Ibn Cabd Wahhab d. 1233 AH
170

Explication du monothéisme

التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

Maison d'édition

دار طيبة، الرياض، المملكة العربية السعودية

Numéro d'édition

الأولى، 1404هـ/ 1984م

جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون} وقال تعالى: {يا معشر الجن قد استكثرتم من الأنس} يعنى من إغوائهم في دار الدنيا.

(وأما حديث) أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب (فالجواب عنه من وجوه) .

(أحدها) : أن لفظ الحديث بيأس لا يئس وإذا كان اليأس جاء من قبل نفسه لأمر رآه من أمور النبوة وانتشارة الدعوة وإنزال التنزيل مع كثرة الإجابة في تلك المواطن فلا مانع من عبادته ولو بعد حين، وإنما يئس لما قام في ذهنه مما رأى مع حرصه على إغواء بني آدم.

(الثاني) : ان اللعين كان يداخل الصور التي صورها المشركون ويكلمهم فيها كما قال جل ذكره: {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا * لعنه الله} فلما نزل قوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل} كسرت تلك الصور التي يكلمهم فيها يئس في نفسه ان يعبد كذلك، ولا منافاة ان من عبد الله فعبادته واقعة للشيطان لأن إياسه إنما هو بالنسبة إلى إعادة تلك الصور إلى ما كانت على صفتها الأولى.

(الثالث) : انه يئس ان يعبد ظاهرا بلا واسطة قبر أو تمثال كما عبد في غير الجزيرة كذلك فإنه قد وجد من عبد صورته استقلالا.

(وأما بيان) الجزيرة فقال سعيد بن عبد العزيز والأصمعي وأبو عبيدة هي من ريف العراق إلى فدك طولا ومن تهامة وما وراءها إلى طرف الشام عرضا وقيل هي من أقصى عدن أبين اسم رجل إلى ريف العراق في الطول، وأما في العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى طرف الشام وقال الخليل إنما قيل لها جزيرة لأن بحر الحبش وبحر فارس والفرات قد أحاط بها ونسبت إلى العرب لأنها أرضهم ومسكنهم ومعدنهم، وقال الإمام أحمد جزيرة العرب المدينة وما والاها وهو مكة وخيبر والينبع وفدك ومخاليفيها وما والاها، وهذا قول الشافعي لأنهم لا من تيما ولا من اليمن، والآيات والأحاديث فيما ذكرنا كثيرة جدا ولكن اتباع الهوى من أكبر البلوى ولا أشد ضررا

Page 148