La Repentance, l'oeuvre d'une vie
التوبة وظيفة العمر
Genres
ولو أدركه على الوجه الصحيح لم يبلغ إلى حد العشق وإن حصل له محبة وعلاقة+(241).
وقال: =وقيل: إن العشق هو الإفراط في الحب حتى يزيد على القصد الواجب؛ فإذا أفرط فيه كان مذموما فاسدا مفسدا للقلب والجسم+(242).
ولقد تظاهرت أقوال أهل العلم، والشعراء، والأدباء، ومن وقعوا في العشق في بيان خطورته، وعظيم ضرره.
=قالوا: وإذا اقتحم العبد بحر العشق، ولعبت به أمواجه_فهو إلى الهلاك أدنى منه إلى السلامة+(243).
وقال بعض الحكماء: =الجنون فنون، والعشق من فنونه+(244).
وقالوا: =وكم من عاشق أتلف في معشوقه ماله، وعرضه، ونفسه، وضيع أهله ومصالح دينه ودنياه+(245).
وقالوا: =والعشق هو الداء الدوي الذي تذوب معه الأرواح، ولا يقع معه الارتياح، بل هو بحر من ركبه غرق؛ فإنه لا ساحل له، ولا نجاة منه+(246).
قال أحدهم:
العشق مشغلة عن كل صالحة
وسكرة العشق تنفي لذة الوسن(247)
وقال أبو تمام:
أما الهوى فهو العذاب فإن جرت
فيه النوى فأليم كل عذاب(248)
وقال ابن أبي حصينة مبينا ضرر العشق، غابطا من لم يقع في أشراكه:
والعشق يجتذب النفوس إلى الردى
بالطبع واحسدي لمن لم يعشق(249)
وقال عبدالمحسن الصوري:
ما الحب إلا مسلك خطر
عسر النجاة وموطىء زلق(250)
قالوا: =والعشق يترك الملك مملوكا، والسلطان عبدا+(251).
قالوا: =ورأينا الداخل فيه يتمنى منه الخلاص، ولات حين مناص، قال الخرائطي: أنشدني أبو جعفر العبدي:
إن الله نجاني من الحب لم أعد
إليه ولم أقبل مقالة عاذلي
ومن لي بمنجاة من الحب بعد ما
رمتني دواعي الحب بين الحبائل(252)
وقال منصور النمري:
وإن امرءا أودى الغرام بلبه
لعريان من ثوب الفلاح سليب(253)
قال ابن القيم×مبينا خطر العشق على الدين: =ومحبة الصور المحرمة وعشقها من موجبات الشرك، وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك، وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد.
Page 91