91

ولو أدركه على الوجه الصحيح لم يبلغ إلى حد العشق وإن حصل له محبة وعلاقة+(241).

وقال: =وقيل: إن العشق هو الإفراط في الحب حتى يزيد على القصد الواجب؛ فإذا أفرط فيه كان مذموما فاسدا مفسدا للقلب والجسم+(242).

ولقد تظاهرت أقوال أهل العلم، والشعراء، والأدباء، ومن وقعوا في العشق في بيان خطورته، وعظيم ضرره.

=قالوا: وإذا اقتحم العبد بحر العشق، ولعبت به أمواجه_فهو إلى الهلاك أدنى منه إلى السلامة+(243).

وقال بعض الحكماء: =الجنون فنون، والعشق من فنونه+(244).

وقالوا: =وكم من عاشق أتلف في معشوقه ماله، وعرضه، ونفسه، وضيع أهله ومصالح دينه ودنياه+(245).

وقالوا: =والعشق هو الداء الدوي الذي تذوب معه الأرواح، ولا يقع معه الارتياح، بل هو بحر من ركبه غرق؛ فإنه لا ساحل له، ولا نجاة منه+(246).

قال أحدهم:

العشق مشغلة عن كل صالحة

وسكرة العشق تنفي لذة الوسن(247)

وقال أبو تمام:

أما الهوى فهو العذاب فإن جرت

فيه النوى فأليم كل عذاب(248)

وقال ابن أبي حصينة مبينا ضرر العشق، غابطا من لم يقع في أشراكه:

والعشق يجتذب النفوس إلى الردى

بالطبع واحسدي لمن لم يعشق(249)

وقال عبدالمحسن الصوري:

ما الحب إلا مسلك خطر

عسر النجاة وموطىء زلق(250)

قالوا: =والعشق يترك الملك مملوكا، والسلطان عبدا+(251).

قالوا: =ورأينا الداخل فيه يتمنى منه الخلاص، ولات حين مناص، قال الخرائطي: أنشدني أبو جعفر العبدي:

إن الله نجاني من الحب لم أعد

إليه ولم أقبل مقالة عاذلي

ومن لي بمنجاة من الحب بعد ما

رمتني دواعي الحب بين الحبائل(252)

وقال منصور النمري:

وإن امرءا أودى الغرام بلبه

لعريان من ثوب الفلاح سليب(253)

قال ابن القيم×مبينا خطر العشق على الدين: =ومحبة الصور المحرمة وعشقها من موجبات الشرك، وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك، وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد.

Page 91