La Repentance, l'oeuvre d'une vie
التوبة وظيفة العمر
Genres
9_ مصاحبة الأخيار: فمصاحبة الأخيار تحيي القلب، وتشرح الصدر، وتنير الفكر، وتعين على الطاعة؛ فجليس الخير ينصح لك، ويبصرك بعيوبك، ويعينك على تلافيها.
كما أنه يدلك على أهل الخير، ويكفك عن أهل المعاصي؛ فقد تتركها حياء منه، ثم تنبعث بعد ذلك إلى تركها بالكلية.
وجليس الخير يذكرك بالله، ويحفظك في حضرتك ومغيبك، ويرفع من قدرك، ويحافظ على سمعتك.
ومجالس الخير تغشاها الرحمة، وتحفها الملائكة، وتتنزل عليها السكينة.
إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
10_ مجانبة الأشرار: لأن رفقة السوء تحسن القبيح، وتقبح الحسن، وتجر إلى الرذيلة، وتزري بالفضيلة.
ثم إن المرء يتأثر بعادات جليسه؛ فالصاحب ساحب، والطبع استراق.
ولو لم يأت من مجالسة هؤلاء إلا أن الإنسان يقارن أفعاله بأفعالهم، فيتقال سيئاته بجانب سيئاتهم؛ فيقوده ذلك إلى الجرأة والإقدام على فعل الموبقات والآثام.
فرفيق السوء يفسد على المرء دينه، ويخفى على صاحبه عيوبه، ويصله بالأشرار، ويقطعه عن الأخيار، ويقوده إلى الفضيحة والخزي والعار.
كما أنه يهون عليه شأن المعاصي، ويجرؤه على ارتكابها.
ثم إن صحبة الأشرار عرضة للزوال في أي لحظة، وعند أدنى خلاف، ولو دامت في هذه الدنيا فسرعان ما تزول في الآخرة.
ثم إن مجانبة الأشرار من أعظم ما يعين على التوبة.
ولهذا جاء في حديث الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا أنه لما أتى إلى الرجل العالم وسأله: =هل له من توبة+؟
قال له: =نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟
انطلق إلى أرض كذا وكذا؛ فإن بها أناسا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك؛ فإنها أرض سوء+ الحديث(371).
Page 130