108

فإن كان المعشوق امرأة يمكن الزواج بها فليفعل؛ فذلك من أنفع الدواء؛ لأن النكاح يزيل العشق، وإن تعسر فليلجأ إلى الله في تسهيله، وليعامله بالصبر على ما نهى عنه، فربما عجل مراده.

وإن عجز عن ذلك، أو كان المعشوق لا سبيل إلى تحصيله كذات الزوج_فليلازم الصبر؛ وليسأل الله السلو.

ز_عيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وزيارة القبور، والنظر إلى الموتى، والتفكر في الموت وما بعده؛ فإن ذلك يطفىء نيران الهوى كما أن سماع الغناء واللهو يقويه؛ فما هو كالضد يضعفه.

ح_مواصلة مجالس الذكر: ومجالسة الزهاد، وسماع أخبار الصالحين.

ط_قطع الطمع باليأس، وقوة العزم على قهر الهوى: فإن أول أسباب العشق الاستحسان، سواء تولد عن نظر، أو سماع، فإن لم يقارنه طمع في الوصال، وقارنه الإياس من ذلك_لم يحدث له العشق.

فإن اقترن به الطمع، فصرفه عن فكره، ولم يشتغل قلبه به_لم يحدث له ذلك.

فإن أطال مع ذلك الفكر في محاسن المعشوق، وقارنه خوف ما هو أكبر عنده من لذة وصاله، إما خوف من دخول النار، وغضب الجبار، وادخار الأوزار، وغلب هذا الخوف على هذا الطمع_لم يحدث له العشق.

فإن فاته هذا الخوف، فقارنه خوف دنيوي كخوف إتلاف نفسه، أو ماله، أو ذهاب جاهه، وسقوط مرتبته عند الناس، وسقوطه من عين من يعز عليه، وغلب هذا الخوف لداعي العشق_دفعه.

وكذلك إذا خاف من فوات محبوب هو أحب إليه، وأنفع من ذلك المعشوق، وقدم محبته على محبة ذلك المعشوق_اندفع عنه العشق.

ي_المحافظة على الصلاة: وإعطاؤها حقها من الخشوع، والتكميل لها ظاهرا وباطنا.

قال_تعالى_: [إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر] العنكبوت: 45.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية×: =فإن الصلاة فيها دفع مكروه، وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله+(297).

Page 108