97

وحينما أمشي في طريق دون هدى، وحينما أشرب كأسا من الخمر، وحينما أبكي فجأة، وحينما أغني، أرقص، أضحك، أسخر من نفسي حينما أقول لا.

حينما أتوقف عن مواصلة المحاضرة وأحكي للطلاب عن خواكين كورنين وأقول لهم خواكين أعظم فلامنكو أنجبته إسبانيا، وأنه أجمل الغجر وأكثرهم بولا. ميسو دل برادو، خوان بيدرو والخاندرو كازونا، خوانا كلية أو أمين محمد أحمد ذلك الطفل الشقي.

حينما أغني لطلابي بالأمهرة كما علمتني سابا، حينما أحس بالنعاس وحينما وحينما، دائما ما كان يسعني مايا العزيز، دائما ما يسعني مايا، لقد أصبح لي وطنا ومنفى أيضا.

قالت كالمنومة دون أن تلقي انتباها لما قاله المختار، وقلته أنا تعليقا على جملتها الأخيرة: إذا جئت بيته منتصف الليل وهو في فراش سيدة، كان يقول لي بكل هدوء: حسنا يمكنك النوم بحجرة المرسم، أو العودة إلى منزلك، فالطقس في الداخل غير مؤات.

سافرت معه في هذا الوطن لأمكنة ما كانت تحلم بها عصافير مشردة أو بجعة، عرفت من خلاله بلادي التي ولدت فيها، انتبهت من خلاله لنفسي، لذاتي المقموعة بتسلط اليومي. أقمنا في مستنقعات من البعوض والحيات، صعدنا قمما جبلية عالية لنشارك الحدأة أحلامها، مشينا لقرى لم يشاهد بها رجل أبيض من قبل، ولا امرأة سوداء تتحدث مع رجل أبيض؛ تجمعوا حولنا يتفرسون ويموتون من التعجب والذهول ويضحكون.

مايازوكوف صديق وجدت فيه نفسي، وطني، كان متمردا شقيا، وكنت لا مبالية، كان حرا كأغنية يمامة، غير مشروط.

وكنت حرة كروح درويش.

كالريح.

إذن، كنا ريحا وروحا ودراويش.

في الخلاص

Page inconnue