ثم يأمر بتحويلها إلى طبيب مبتدئ بالمدينة ليعود إلى آياته وشعره. ولا أدري كيف تمكن زوجي من إقناعه بالحضور إلى المنزل ليفحصني، فلقد كنت أصاب بحالة من الهذيان والكوابيس من الرعب.
قلت له ونحن بالمحراب ذات يوم، ذات ضحى: كيف أقنعك نور الدين بالحضور إلى بيتنا لأول مرة؟
قال مبتسما: عيناه هما اللتان أفشتا السر. - أي سر؟
هذا السر الذي نعايشه الآن، ثم أضاف: اللغة ليست حكرا على اللسان، فبإمكان وحدات الجسد كلها القول، والعين كما يقول السيد المسيح: هي مصباح الجسد، هي نوره.
مايازوكوف
عندما خرجت من المدرج
عندما خرجت من المدرج كانت الساعة تشير إلى العاشرة إلا ثلثا، وأنا أتجه إلى محطة الباص، سمعت صوتا نسائيا يناديني: نحن هنا.
إنه صوت سارة حسن، الذي تميزه بحة خفيفة. - كنا ننتظرك منذ وقت طويل، ربما منذ بدء محاضرتكم مباشرة.
سارة حسن، آدم وحافظ ومعهم أيضا صديق يكتب الشعر، أعرفه منذ أن حضرت إلى الجامعة، وهو أمين محمد أحمد، كانت معهم أيضا نوار سعد، التي تشع جمالا وحيوية وهي تقفز هنا وهنالك كغزالة شاردة، ولم يكن بصحبتهم مايازوكوف أستاذ النحت المجنون والأكثر عقلا من الجميع، قالت لي سارة: لدينا مشوار مهم ونريدك معنا. قلت: لكني سأعود إلى الغابة، فالمختار في انتظاري اليوم وأنا لم أره منذ ثلاثة أيام.
قالت سارة في إصرار: لا ... اليوم هو يوم مايا العزيز، هل تعلمين أين مايازوكوف؟ - إنه في منزله يحتفل بالذكرى السادسة لوفاة صديقه المغني السوري مداح المداح، ألا تتشوقين إلى احتفالات مايا العزيز؟
Page inconnue