Le message des suivants et des tempêtes

Ibn Shuhayd d. 426 AH
49

Le message des suivants et des tempêtes

رسالة التوابع والزوابع

Chercheur

بطرس البستاني

Maison d'édition

دار صادر للطباعة والنشر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

مُكرمًا لمكاني، فقلت: جُد أرضنا، أعزَّك الله، بسحابك، وأمطرنا بعيونِ آدابك. قال: سل عما شئت. قلتُ: أيُّ معنى سبقك إلى الإحسان فيه غيرُك، فوجدته حين رُمته صعبًا إلا عليك أنك نفذت فيه؟ قال: معنى قول الكندي: سموتُ إليها بعدما نام أهلها، ... سموَّ حباب حالًا على حالِ قلتُ: أعزَّكَ الله، هو من العُقم. ألا ترى عُمر بن أبي ربيعة، وهو من أطبع الناس، حين رام الدُّنُوَّ منه والإلمام به، كيف افتضح في قوله: ونفضتُ عني النّوم أقبلتُ مشيةَ ال ... حُبابِ، ورُكني خيفةَ القومِ أزورُ قال: صدقت، إنه أساء قسمة البيت، وأراد أن يُلطف التَّوصُّل، فجاء مُقبلًا بُركت كركنه أزور. فأعجبني ذلك منه، وما زلتُ مقدِّمًا لهذا المعنى رجلًا، ومؤخرًِّا عنه أُخرى، حتى مررتُ بشيخٍ يُعلمُ بنيًا له صناعة الشّعر وهو يقول له: إذا اعتمدت معنًى قد سبقك إليه غيرُك فأحسن تركيبه، وأرقَّ حاشيته فاضرب عنه جُملة. وإن لم يكن بُدّ ففي غير العروض التي تقدَّم إليها ذلك المحسنُ، لتنشط طبيعتُك طبيعتُك، وتقوى مُنَّتُك.

1 / 131