فلمّا انتهيت في الصفة، ضرب زُبدةُ الحقب الأرض برجله، فانفرجت له عن مثل برهُوت، وتد هدى إليها، واجتمعت عليه، وغابت عينه، وانقطع أثره. فاستضحك الأستاذان من فعله، واشتدَّ غيظُ أنفٍ النّاقةِ عليَّ.
رجع إلى أنف الناقة
فقال: وقعت لك أوصافٌ في شعرك تظنُّ أني لا أستطيعُها؟ فقلتُ له: وحتى تصف عارضًا فتقول:
ومُرتجزٍ ألقى بذي الأثل كلكلًا ... وحطَّ بجرعاء الأبارقِ ما حطا
وسعى في قيادِ الرِّيحِ يُسمحُ للصَّبا، ... فألقت على غيرٍ التِّلاعِ به مِرطا
وما زال يُروي حتى كسا الرُّبى ... درانك، والغيطان من نسجه بُسطا
1 / 125