النَّوى، وألقت به في سرقُسطة العصا. فقالا: إلى أبي محمد تُشير، وأبي القاسم وأبي بكر؟ قلت: أجل قالا: فأين بلغتَ فيهم؟ قلت: أما أبو محمدٍ فانتضى عليَّ لسانه عند المستعين، وساعدته زراقةٌ استهواها من الحاسدين، وبلغني ذلك فأنشدتُه شعرًا، منه:
وبُلِّغتُ تجيشُ صُدورُهم ... عليَّ؛ وإني منهم فارغُ الصَّدرِ
أصاخُوا إلى قولي فأسمعت مُعجزًا، ... وغاصوا على سري فأعياهم أمري
فقال فريقٌ: ليس ذا الشعرُ شعره؛ ... وقال فريقٌ: أيمُنُ اللهِ، ما ندري
أما علمُوا أني إلى العلم طامحٌ، ... وأني الذي سبقًا على عرقه يجري؟
وما كلُّ من قاد الجياد يسُوسُها؛ ... ولا كلُّ من أجرى يُقال له: مُجري
فمن شاء فليخبر فإني حاضرٌ، ... ولا شيء أجلى للشُّكُوكِ من الخُبرِ
وأما أبو بكر فأقصر، واقتصر على قوله: له تابعةٌ تؤيدُه. وأما أبو القاسم الإفليلي فمكانُه من نفسي مكين، وحُبه بفؤادي دخيل؛ على أنه حاملٌ عليَّ، ومنتسب إليَّ.
1 / 119