قريبٌ بمُحْتَبلّ الهَوان بعيدِ ...
حتى انتهيتُ فيها إلى قولي:
فإنْ طال ذكْري بالمُجون فإنني ... شقيٌّ بمنظوم الكلام سَعيدُ
وهل كنتُ في العشّاق أوّل عاشقٍ، ... هَوَتْ بحِجاه أعينٌ وخدود؟
فمّن مبلغُ الفتيان أني بعدهم ... مقيمٌ بدار الظالمين طَريدُ
ولستُ بذي قيدٍ يرقُّ، وإنما ... على اللحظ من سُخط الإمام قيودُ
فبكى لها طويلًا. ثم قال: أنشدْني قطعةً من مجونك، فقد بعُد عهدي بمثلك. فأنشدته:
وناظرةٍ تحت طيّ القناع، ... دعاها إلى الله والخير داعِ
سَعَت بابنها تبغي منزلًا، ... لوصل التَّبَتُّل، والانقطاع
فجاءتْ تهادى كمثل الرَّؤوم، ... تُراعي غزالًا بأعلى يَفاعِ
1 / 106