حتى انتصف النهار، ثم قال لهم مبارك:لابد من ا لراحة والقائلة، فلما تفرق الناس عنه جلس على راحلته فلحق بموسى بن عيسى ببطن نخل فأعطاه الخبر، وذكر له من أتاه ومن تخلف عنه، ومضى العمري وابن واقد ووزير ابن إسحاق الأزرق فصاروا إلى معدن بني سليم حتى لقوا العباس بن محمد، وكان القوم بالربذة إلى أن قدم عليهم مبارك، فمضوا جميعا يريدون مكة، فأقاموا بالمعدن ثلاثا وهموا بالرجوع إلى العراق حتى ورد عليهم كتاب محمد بن سليمان يأمرهم بالمضي، فلما ورد موسى غمرة ونزلها كتب إليهم منها أن العجل العجل، فتوافوا بغمرة، وأمروا العمري بالانصراف نحو المدينة، وأن يكون مقيما على ليلة منها، فإذا خرج منها الحسين دخلها «بعد خروجه».
وأقام الحسين بالمدينة وأصحابه في المسجد ودار مروان، ولزم أهل المدينة منازلهم، وتركوا حضور المسجد لايجمعون معهم.
وخرجت الأشراف في اليوم الرابع من القتال فتسوقوا، دار الحاج ومر عظم الناس من الحاج على طريق نجد وتركوا المدينة، وأخذ أهل الشام وأهل مصر على الساحل إلى مكة، فأقاموا إلى أربع وعشرين ليلة مضت من ذي القعدة فكان عدة أيام مقامهم بالمدينة ثلاثة عشر يوما، ثم توجهوا إلى مكة فتبعهم ناس من الأعراب من جهينة ومزينة وغفار وضمرة وغيرهم، ولقيهم عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بالأبواء، وكان غائبا ولم يكن حضر مخرجهم.
وترأس على العباسيين العباس بن محمد فهو يدبر أمرهم.
فلما قدموا مكة وجدوا بها من أحبائهم ومواليهم مع من قدم مع سليمان بن علي، وبعث العباس العيون والطلائع، وأقبل الحسين في أصحابه، فلما كان بسرف تلقته أوائل الخيل وجنح إلى العباس بن محمد مولى لمحمد بن سليمان كان مع الحسين، فساروا حتى إذا صاروا بفخ تلقاهم العباس بن محمد بالخيل والرجال، وكان ممن اجتمع إلى الطالبيين سبعمائة رجل فصفوا لهم على الطريق.
Page 427