86

L'Effet Lotus

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Genres

سألتها زابينة: «هل تشعرين بالبرد؟ أعرف علاجا جيدا لذلك.» اختطفت بسرعة كأس فاندا وتسللت من بين الجموع لتصل إلى بار النبيذ الساخن. إنك جبانة! سمعت صوتا في داخلها، إنك تختبئين وتتجنبين وتلعبين لعبة سرية. ثم فكرت في نفسها: لكن يتحتم علي أن أعارض تخمينات سنايدر تماما؛ فأسئلته الدائمة صارت أصعب من أن تحتمل. وماذا لو تأكدت مخاوفه؟ ماذا لو بدأ مرض جونتر هيلبيرج الذي مات بسببه في نيو مكسيكو؟ سأثبت له أن الأمر ليس كذلك.

عادت زابينة وضغطت في يدها الكأس الساخن، وقالت: «بالمناسبة، ما آخر أخبار أخيك الأصغر؟»

حكت لها فاندا أنهم اضطروا لبيع منزل والديهم، ولأول مرة تحدثت معها عن شكها في أن أخاها يخفي أمرا ما؛ معلومة أو فكرة عن شيء صحبه والداها معهما إلى القبر. «صوتك حزين.» «ربما لن أعرف ذاك الشيء أبدا، وربما يكون الحال هكذا أفضل. رغم ذلك لا يترك لي الأمر مجالا للراحة، لا سيما أثناء الليل.» «أعرف وصفة مفيدة.» مرة أخرى أطلت من عيني زابينة نظرة مربية متمرسة «ترقدين على سريرك في الاتجاه العكسي، رأسك عند مؤخرة الفراش. سترقد قدماك على المخدة، وهي التي سيكون عليها التفكير.» نقرت جبهتها وقالت: «الخواطر في الداخل لا ترحم.»

اهتز هاتف فاندا المحمول. لقد وصلت رسالة من بيتر سنايدر: وصل الطرد!

لم يتبق سوى عدة أيام ليعرفوا إن كانت تخميناتهم في محلها.

الفصل الثلاثون

الفرضية

بعد أسبوع من الانتظار الطويل وصلت أولى النتائج من أوتاوا. كانت المادة التي جلبتها شركة بي آي تي لتختبر في ماربورج خارجة بشكل قاطع من مصانع السلاح الأمريكية؛ إذ إن لها ذات الجزيئات. التقرير الذي وصل بعد ذلك باثنتي عشرة ساعة حمل تفاصيل أكثر.

في البداية، أكد التقرير على الأخبار الأولية لكن مع تحفظ، ألا وهو: أن الجزيئات ليست متطابقة بشكل كلي، ورغم أن صورها على الميكروسكوب الإلكتروني كانت تشبه بعضها بعضا، مثل أي بيضة تشبه أختها، فإن حركتها كانت مختلفة. قام فنيو المعامل الكنديون بحقن أجزاء صغيرة من العينة بالنقاط الكمومية (وحدات الطاقة)، حتى يتمكنوا من ملاحظة نموذج حركتها بصورة أفضل تحت مجهر الفلورسنت.

في المساء، قبل أن تعود فاندا إلى منزلها بقليل، اتصل سنايدر بها. كان صوته غاضبا: «تخيلي أنك واقفة في كازينو قمار بين طاولتي بلياردو. على كل طاولة عشرون كرة، كلها متشابهة. في كل الأحوال، لا يمكنك التفريق بينها، وعليك أن تقرري على أي طاولة ستلعبين، ولهذا تدورين حول كل طاولة وتضربين كرة عبر الملعب. تتحرك الكرات ويصطدم بعضها ببعض، لكن على الطاولة التي إلى يسارك سرعان ما تعلق الكرات بعضها ببعض، فتنشأ كومات متفاوتة الحجم، ثم لا يتحرك شيء. تتجهين نحو اليمين، فتجدين كل شيء يتحرك. الكرات تدور بعضها حول بعض ويصدم بعضها بعضا. إحساسك يدفعك للإبقاء على اللعبة. القرار لك.»

Page inconnue