L'Effet Lotus
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
Genres
وقال بحسم: «لا يمكنني السماح لك بالمرور»، ثم أزاحها جانبا، وأشار إلى مجموعة من التلاميذ بالمرور من جانب الباب الوحيد المفتوح. كانت مجموعة لا بأس بها من الحراس الموكلين بحفظ النظام قد اجتمعت حول هذه الفتحة الصغيرة التي يقف أمامها أسراب من البشر.
صاحت فاندا في الشرطي من فوق الرءوس المنتظرة أمام مدخل الصالة: «ما الخطأ إذن؟» «بطاقات الاسم المكتوبة بخط اليد من اختصاص زميل آخر، سيأتي الآن.» كان الناس يتدافعون ويخبطون بعضهم البعض من أجل استراق نظرة على الصالة من ثغرة المدخل. هل بقيت أماكن شاغرة أصلا؟ حتى في الداخل كان الناس واقفين حتى كادوا يقتربون من الباب، وهذا كله بسبب أن رئيس الوزراء سيكون حاضرا اليوم. كانت قد استمتعت اليوم ببعض الهواء النقي وقت استراحة الظهيرة، وعندما عادت بعدها إلى مبنى المؤتمرات عبر الممر الذي أمنته الدولة، وجدت عربتي تشريفة حكوميتين ذواتي زجاج داكن اللون تصطفان أمام المدخل الرئيسي. أما المدخل فحاصره متظاهرون يرفعون أصواتهم بنداءات معارضة. كان رجال الشرطة مشغولين بالإبقاء على المتظاهرين في الخارج، بينما يتدافع الزوار إلى داخل المبنى.
لهذا ساء مزاج فاندا كثيرا، وندمت لأنها سمحت لأندرياس بإقناعها بالخروج. كانا قد ركبا القطار معا إلى مدينة جيسن. «النانو - هنا المستقبل» عنوان المعرض المقام هناك. تركت العمل بالمعمل على حاله؛ إذ كان عليها أن تخرج في وقت ما، أما ذاك الخلل في وحدة حيوانات التجارب فهي الشعرة التي قصمت ظهر البعير. كان الضغط عليها شديدا وكانت مستنفدة، والآن فإنها تقف في هذه المناسبة الدعائية التابعة لولاية هيسن، ولا تعلم تحديدا أي شيء فقدت، فهي حقيقة لم تتسرب إليها النشوة التي يعرض بها الصناع منتجاتهم، والأطباء يتصرفون وكأنهم يمسكون بأيديهم العلاج الناجع لكل الأمراض، أما الساسة فكانوا يتحدثون عن فتح الأسواق وفرص العمل الجديدة، وكان حديثهم على أحسن ما يكون. هي المذنبة إن كانت هذه الجهود تبدو لها كعرض سيئ. إنها تتدافع الآن مع الزوار الآخرين من أجل الدخول إلى الصالة الكبرى التي ستعقد فيها الحلقة النقاشية التي تعتبر تتويجا لليوم باشتراك رئيس الوزراء. تشتتت أفكارها وسط الزحام فلم تستطع التعرف على نفسها.
أعطاها الشرطي الواقف على مدخل القاعة إشارة، فتوجهت إلى الرجل القصير ذي النظارة الكبيرة الذي كان يدفع نفسه بين جموع المنتظرين. أومأ إيماءة قصيرة فسمح لفاندا بالدخول على الفور. هل هذا كل المطلوب؟ لا بد أنها أخطأت فهم أمر ما، من الواضح أن المسألة تدور حول التخصص لا الأمن.
اكتشفت فاندا وجود أندرياس بين المشاهدين، كان يستند بيده إلى الكرسي الشاغر إلى جواره ويتلفت حول نفسه. «هل تسمح لي بالمرور؟ أووه، لم أكن أريد ذلك ... سترتك ... هل آلمتك؟ حقيبة ظهرك عالقة فوق ساقي ...» وأخيرا. «أرجو المعذرة»، حاول أن يقدم اعتذاراته «أفضل الأماكن كانت قد حجزت سلفا.»
غمزت بعينها قائلة: «الهروب من هنا ممنوع، لا فرق في أي مكان تجلس.» أطلت بعض شعيرات بنية اللون على ياقة سترته فاتحة اللون. ترددت فاندا، إذ كانت المنطقة تجذبها كالمغناطيس ، كانت تغريها بمد إصبعيها الإبهام فالسبابة وجذبها برقة. لمحة من لمسة ليس إلا، فارتسمت على شفتيه ابتسامة. «وأنا كنت أظن أنك ستقرصينني.» نتفت خيطا من كم سترة بدلتها، وأومأت.
تنهدت قائلة: «كان من الممكن أن يحدث. إنني أفضل زافير نايدو، هل يستطيع الغناء؟» «من؟» «رئيس الوزراء.» «لا أعرف، ربما يجيد الطبخ.»
ما زال الناس يتدافعون للدخول إلى القاعة الممتلئة عن آخرها. تدريجيا أصبح المكان غير مريح. كان رجال بسترات داكنة يمشطون الممرات التي بين الصفوف. بدوا لعينيها وكأنهم جنس مخنث خليط من المرشدين شديدي اليقظة على المرافقين المستعدين لتقديم المساعدة.
سمعت هتافات المعارضين تتدافع إلى القاعة، فلم تشعر فاندا بالراحة وهي هكذا في موقع بين الجبهات. كانت تفضل الوقوف في المدرجات الخلفية؛ إذ هي تجيد المراقبة في الوقت الذي تبقي فيه عينا مفتوحة على سبيل الهروب، لكن هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها في قلب الحدث. إنها لتكاد تقف في البؤرة الهادئة لزوبعة عاصفة. كانت تحاول الانزواء قليلا. ظهر عدد من رجال السياسة والاقتصاد على المنصة وبدءوا في اتخاذ مجالسهم، بينما عرضت من فوق رءوسهم صورة وريقة البرسيم الرباعية التي تجلب الحظ. صفق الجمهور، وأغلقت أبواب القاعة الخلفية، إلا أن ضربات الممنوعين من دخول القاعة كانت تقرع الأبواب كدوي الرعد. مع أي جانب أقف أنا حقا؟ طرحت فاندا على نفسها هذا السؤال.
لقد أزاحت الصين ألمانيا إلى المركز الرابع في أوليمبياد النانو، بعد اليابان والولايات المتحدة. هكذا بدأ المحاور الحلقة النقاشية بعد أن قدم الضيوف تقديما سريعا. جلسوا في نصف دائرة، سبعة من الرجال شعث الرءوس كما لو كانوا في معركة. ألمانيا متقدمة في الشق البحثي، لكنها بطيئة فيما يتعلق بالتسويق. كان الجميع متفقا على هذا؛ وعليه فيجب رفع كفاءتها في هذا الصدد. كانت قرعات أيدي المستبعدين لا تزال تزلزل أبواب القاعة الخلفية.
Page inconnue