134

L'Effet Lotus

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Genres

قالت فاندا بإلحاح: «رغم كل شيء كانت ثمة آثار.» ثم تبعت نظراته نحو سلسلة الهضاب الغربية.

قال مستغرقا في تأملاته: «هناك في الأسفل على ربوة أوكيرهاوزن يمر شارع تجاري قديم في هيسن يسمى فاينشتراسيه.» «هل كان مخصصا للكروم فحسب؟» سألت بيترا وجلست ملتصقة به. «المقصود هو عربات الكارو القديمة التي كانت تستخدم منذ العصور الوسطى.»

تدخل يوهانيس ليقول: «في هذا الشارع قطن اللصوص، والرجال ذوو اللحى الطويلة الذين تفوح منهم روائح العرق والقذارة.» غمز لفاندا ثم أكمل: «كانوا يقودون عرباتهم بمحاذاة الشارع في الأيام التي تهطل فيها الأمطار بغزارة وتكون فيها الأرض قابلة للتشكل بسهولة، وفي مكان ملائم لا يمكن رؤيته من برج المراقبة يتركون الطريق الصحيح ليرسموا آثار خطاهم نحو كمين.» «مثل العصابات في ميامي.» قالت بيترا التي كورت نفسها على المفرش مثل الحلزون، وكانت نظرتها طفولية ولم ينقصها شيء سوى أن تمص إبهامها. «لا يبقى أمامهم سوى عدة أيام مشمسة في الصيف أو ليال قارسة البرودة في الشتاء، حتى تثبت الآثار المخادعة على الأرض الموحلة لتقود العربات المحملة بالبضائع في سلاسة نحو الأكمنة.» لمعت عينا يوهانيس وهو يحكي، فقال له أندرياس مستمتعا: «عليك أن تتقدم لوظيفة مرشد المدينة.»

بينما رد يوهانيس مدافعا عن نفسه: «يعجبني دور روبين هود أكثر، كذلك تروق لي التاجرة الذكية التي اكتشفت الخدعة في الوقت المناسب.» نظر يوهانيس إلى فاندا الآن بتركيز كبير وقال: «لقد لاحظت أن أمرا ليس على ما يرام، فقادت العربة خارج الممر الخطأ، وظلت تتعثر بقوة على الطريق الوعرة لدرجة أن محاور العربة أصدرت صريرا وعجلاتها أزت بصورة تهدد سلامتها، لكنها نجت.»

قالت بيترا مداعبة: «وعاشت في تبات ونبات ...» فأكمل يوهانيس الجملة: «وطارت إلى أفريقيا حيث الغابات والحيوانات.» ثم قرع نخب فاندا وقال: «في صحة جائزتك، أنت تتصرفين بشكل سليم؛ إذ تبتعدين بغنيمتك لتضعيها في مكان آمن، في حين نحن هنا لا نزال عاكفين على إزاحة آثارنا من الطريق الموحل.» سحبت فاندا رأسها إلى داخل رقبة ردائها.

تلعثمت حرجا وهي تقول: «إنك محق. في الواقع لم يكن يجدر بي أن أقبل الجائزة، فمثلها مثل البضاعة المهربة، في نهاية المطاف، لقد كان الإنجاز نتاج عمل الفريق.»

رد يوهانيس ضاحكا: «لا تقلقي. أنا أهبك إياها. حقا. في النهاية لست أنت سوى مجرد معطف يعلق عليه الوسام.» قضم رغيفه وأكمل وهو يمضغ «... أرجوك لا تغضبي مني، لكن لنكن واقعيين، الجائزة لا يستحقها أحد سوى رئيسنا، هو يعرف تماما من يجدر شكره عليها، ومن سيكون ممتنا له في المناسبة التالية.» مط يوهانيس وجهه إلى ابتسامة عريضة. «لقد قلتها لكم دوما: صديقك يكسب.»

قالت بيترا متحمسة: «لكنه لا يكسب شيئا إن حصلت فاندا على الجائزة.» بينما هزت فاندا رأسها. «أن تمنح أحدا جائزة لهو أرقى طريقة تسرحه بها، إنه لا يريد سوى أن أرحل.»

وضع يوهانيس شريحة جبن في فمه ومال برأسه قائلا: «لست واثقا من هذا تمام الثقة، فبالتأكيد فكر أنك قد تعيدين ضخ قيمة الجائزة في القسم مرة أخرى . صحيح أنه يستحق ألا تفعلي ذلك وتبتعدي بالمال، لكن إن يستقم له الحال فقد يحصل فعلا على جائزة ميتوزيلا الفئران.» «جائزة ماذا؟» سألت بيترا وهي تتجول ببصرها من واحد لآخر.

رد يوهانيس موضحا: «ميتوزيلا يعني جائزة فأر ميتوزاليم، عبارة عن أربعة ملايين ونصف من الدولارات تمنح للعلماء الذين في وسعهم إطالة أعمار فئران التجارب التي تعاني من الشيخوخة، لكن هذه الفئة من الجوائز تتخطى إمكاناتنا الحالية؛ لأن الفئران عاشت بالفعل مدة أطول من مدة تعاقداتنا في المعهد، لكن الذي ينجح في رعاية الفئران المسنة قد ضمن لنفسه حياة باذخة بعد المعاش.» «شتورم؟» هزت فاندا رأسها وقالت: «أنت تنشر الشائعات من جديد.»

Page inconnue