الباب الخامس: فيمن أصيب بفقد ولدين والاحاديث الواردة فيه
قال مسلم في صحيحه: «حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه أبي السليل بن نفير، عن أبي حسان - وهو خالد بن علان ـ، قال: قلت لأبي هريرة ﵁: إنه قد مات لي ابنان، فما أنت محدثي عن رسول الله ﷺ بحديث يطيب أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم، قال: صغارهم دعاميص الجنة، فيلقى أحدهم أباه - أو قال: أبويه - بثوبه - أو قال: بيده - كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى - أو قال ينتهي - حتى يدخله وإياه الجنة» ورواه الإمام أحمد.
«أما قوله ﷺ: صغارهم دعاميص الجنة» هو بالدال والعين والصاد المهملات، وأحدهم دعموص، بضم الدال أي صغار أهل الجنة.
قال الشاعر:
إذا التقى البحران عم الدعمو ...
... ص نفى أن يسبح أو يغوص
وأصل الدعموص: دويبة تكون في الماء لا تفارقه، أي هذا الصغير في الجنة لا يفارقها.
وأما قوله: صنفة ثوبك هي بفتح الصاد وكسر النون، وهي طرفه، ويقال لها أيضًا: صنيفة.
«وأما قوله: فلا يتناهى - أو قال ينتهي - حتى يدخله الله وإياه الجنة»: يتناهى وينتهي بمعنى واحد، أي لا يتركه والله تعالى أعلم.
وقال أبو يعلى الموصلي: «حدثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا ابن فضيل، ثنا بشير بن مهاجر، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله ﷺ يأتي الأنصار ويعودهم ويسأل عنهم، فبلغه أن امرأة من الإنصار، مات ابن لها فجزعت عليه، فأتاها، فأمرها رسول الله ﷺ بتقوى الله ﷿ والصبر.
قالت: يا رسول الله، إني امرأة رقوب لا ألد، ولم يكن لي ولد غيره.
فقال رسول الله ﷺ: الرقوب التي يبقى ولدها، ثم قال: ما من امرىء مسلم، ولا امرأة مسلمة، يموت لها ثلاثة من
1 / 72