88

Fondation de la Sanctification dans la Révélation des Tromperies de Dawud ibn Jarjis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Chercheur

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Année de publication

٢٠٠١م

فبين سبحانه أنه إذا جاء عذاب الله أو أتت الساعة لا يطلبون إلا الله في كشف الشدائد وجلب الفوائد. وقال: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء:٦٧] . قال وقد وقع في كثير من ذلك من وقع من العامة وغيرهم. انتهى. وافتراء هذا الرجل على الله أعظم من افتراء الذين أخبر الله عنهم بقوله ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [الأعراف:٢٨] نزلت هذه الآية في الذين يطوفون بالبيت عراة اتبعوا في ذلك آباءهم، ويزعمون أنه مستند إلى الله، فقال تعالى مكذبا لهم ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:٢٨] . وهذا يقول: إن الله أمر بدعاء الأموات والغائبين ووجدنا الناس على هذا غيركم. وهذا الأمر الذي ادعى أن الله أمر به، مما بعث الله الرسل من أولهم إلى آخرهم ينهون عنه. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:٣٦] . ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي﴾ [الأنبياء:٢٥] . والآيات في هذا كثيرة معلومة. والدعاء من أجل العبادات كما في الحديث المرفوع: "الدعاء مخ العبادة "١ قالو: معناه خالص العبادة، لأن الداعي إنما يدعوا عند انقطاع أمله مما سوى الله وهذا حقيقة التوحيد والإخلاص. وفي الحديث الآخر "إن الدعاء هو العبادة" ٢ وفي الحديث الآخر "إن الله يحب الملحين في الدعاء" ٣ وفي حديث آخر " من لم يسأل الله يغضب

١ تقدم تخريجه ص ٩٢. ٢ تقدم تخريجه ص ٩٢. ٣ ذكره العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة رقم ٦٣٧ وفي الإرواء رقم ٦٧٧ وقال حديث موضوع رواه العقيلي في الضعفاء والقاسمي في الفوائد.

1 / 99